مفارقات.. فنانون أيرلانديون يرفضون التطبيع، وأنظمة عربية تهرول الى التطبيع

ثلاثاء, 02/02/2021 - 22:14

غريبة هي الأحداث، في الوقت الذي يتهافت فيه قادة عرب الى التطبيع مع إسرائيل، في شتى المجالات، وقع أكثر من 1000فنانا وفنانة، على رفض التطبيع مع إسرائيل.
و تعهّدوا بمقاطعة إسرائيل ثقافياً، حيث بدأت الحملة بمبادرة من مؤسسة التضامن الايرلندي الفلسطيني IPSC قبل عشر سنوات، تلبيةً لدعوة حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها BDS، التي يقودها المجتمع المدني الفلسطيني.
وتمّ الإعلان عن هذه الحملة بقيادة المُلّحن الايرلندي الشهير (ريموند دين)، وهو أحد مؤسسي التضامن الايرلندي الفلسطيني IPSC، وبتوقيع 150 فنان آنذاك، استجابة لدعوة المجتمع المدني الفلسطيني لمقاطعة اسرائيل في الجانب الثقافي وعلى غرار المقاطعة الثقافية الناجحة لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
وبتوقيعهم على التعهّد، يلتزم الفنانون/ات برفض تنفيذ أي فعاليات في إسرائيل وأي نشاطات ثقافية مشتركة أو حتى القبول بأي تمويل لأي عرض ثقافي من قِبل مؤسسات إسرائيلية.
ومن بين الفنانين الموقّعين على التعهد: ستيفن ريا، سينيد كوزاك، دونال لوني، آندي إيرفين، داميان ديمبسي، شارون شانون، روبرت بالاغ وماري بلاك وكيلا، وانضمّ إليهم فنانين جُدد مثل Sisterix و CMAT و Kneecap و TPM و Steo Wall و Oein DeBhairduin و Roisin El Cherif بالإضافة إلى شخصيات بارزة مثل يوجين أوهير Kevin Barry و Joe Rooney و Paul Duane.
من جانبها، صرحت مُنسقة العلاقات الثقافية في التضامن الايرلندي الفلسطيني IPSC ، زوي لولور: “نحن فخورون جدًا بتوقيع العديد من الفنانين على وثيقتنا. و نعتبر وصول العدد إلى أكثر من 1000 فنان، علامة فارقة في مدى تضامن الشعب الايرلندي مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والعدالة والمساواة. وبينما ينهي الشعب الفلسطيني عامه الثالث والسبعين من الطرد والتطهير العرقي والفصل العنصري والنفي القسري، ولأن الحكومات الغربية تفشل في معاقبة إسرائيل، فهم بحاجة إلى تضامن أصحاب الضمير من أحرار العالم – وهذا التعهد الثقافي يلعب دورًا رئيسيًا في ذلك”، مضيفةً: “برغم الظروف الصعبة التي واجهها الفنانون الأيرلنديون هذا العام بسبب الكورونا (الاغلاقات وتوقف فعالياتهم)، لكن دعمهم وتعاطفهم مع قضيتنا العادلة في ازدياد مستمر ، وهذا أمر مؤثر ومشجع للغاية”.
ويشمل الموقعون البالغ عددهم 1031، حتى اليوم، ممثلين وكتاب وشعراء ورسامين ونحاتين وصُنّاع أفلام وراقصين ومهندسين معماريين وملحنين ومصممين وموسيقيين وغيرهم، بما في ذلك العديد من أعضاء أكاديمية الفنانين الأيرلنديين التي ترعاها الدولة.
من جانبها، صرّحت فاتن التميمي، رئيسة التضامن الايرلندي الفلسطيني IPSC: “نعتبر هذا انجازاً جديداً يُضاف لإنجازات مؤسستنا لصالح قضيتنا العادلة. وبينما يشعر الفلسطينيون بالعزلة بسبب تحديات وباء COVID-19 ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي القمعي والمتفاقم، والتخاذل والتطبيع العربي، فإن حقيقة أن أكثر من ألف فنان/ه في أيرلندا على استعداد للتضامن مع نضالنا من خلال المقاطعة الثقافية ورفض مساعدة دولة الاحتلال في تلميع أو تبرير وجود نظامها الاستعماري العنصري في فلسطين، هي بصيص أمل كبير، وتجعلني فخورة جداً بكوني أعيش في بلدي الثاني (ايرلندا)”.
ووجهّت الفناة التميمي شكرها للفنانين بالقول: “أشكر بدوري كل الموقعين، وأطلب من كل فنان أيرلندي لم يوّقع بعد، بمشاركتنا والتعهد بمقاطعة دولة الاحتلال، ورفض كل أشكال التطبيع معها، من أجل تحقيق الحرية والعدالة والمساواة في فلسطين، وصولاً إلى حق تقرير المصير لكل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، وأنّ الحملة مستمرة إلى حين تمتثل إسرائيل للقانون الدولي والمبادئ العالمية لحقوق الإنسان”.