هل نشهد ربيعاً آخر؟؟

أحد, 01/24/2021 - 11:12

ناح المتنفذون من أساطين الدولة العميقة سنين عددا، تحسرا على الإمتيازات التي كانوا يتحصلون عليها، وعلى تموقعهم في أركان الدولة التونسية.
ولولا الوعي السياسي، و الإجتماعي، لأحترقت تونس، كما احترقت ليبيا والسودان والعراق وسوريا واليمن ولبنان ودول إفريقية أخرى.
يلعب الحظ دورا كبيرا في نجاح البرامج التنموية، والشيء نفسه مع المناخ السائد في العلاقات الدولية، السلم والإستقرار والإرهاب.
لم تعد مشكلة تونس اليوم مشكلة أمنية فحسب، مشكلة تونس اليوم، هي نفس المشكلة التي يعاني منها العالم أجمع، شلل إقتصادي بإمتياز، جراء جائحة كورونا، حيث حظر التجول، وتوقيف المصانع، وحركة الأشخاص، وتسخير طاقات الدولة، ومواردها كلها، من أجل إنقاذ حياة المواطنين، ولن يتأتى ذلك إلا عن طريق حصر الوباء، والسيطرة عليه في كل شبر من الوطن، ومن الطبيعي أن تتأثر تونس أكثر من غيرها من البلدان التي تعتمد على ملايين السواح، بإنعكاسات الجائحة العالمية، كما تأثرت منها كبريات الدول الصناعية، كالولايات المتحدة الأمريكية، والمانيا والبرتغال وفرنسا وانجلترا وإيطاليا وبلجيكا وهولانداوالصين واليابان، فمابالكم، بأكل الناس بعضهم بعضاً في دول العالم الثالث التي تعتمد على فتات الآخر؟
على الشعب التونسي أن يعيد التفكير في اللا معقول، وعلى الرئيس التونسي قيس سعيد- وهو العارف بالقانون- أن لايتهاون قيد أنملة مع الفساد، فالشعوب لا تبنى بالمحسنات اللفظية،والعبارات الرنانة ،ولا بلغة قس بن ساعدة الأيادي، ولا بسلاسة بديع الزمان الهمذاني، أو حكمة الحجاج وبلاغته وجبروته ، ولكن، تبنى بالعدل، والبرامج الإقتصادية والإجتماعية والسياسية الثلاثية الأبعاد.
مرة أخرى على التوانسة أن لا يكونوا أغبياء، بعد ما أثبتوا للعالم دهاءهم، وذكاءهم، وحكمتهم، في أحلك الظروف، رغم اختلاف مشاربهم الفكرية والثقافية، عند استنشاقهم بريق الحرية في ثورة الياسمين في وقت احترقت فيه دول، وأبيد الآلاف من شعوبها، إذ لا صوت يعلو، هناك فوق صوت الرصاص، بينما في تونس، لاصوت يعلو فوق صوت الحكمة والعقل والشراكة السياسية مع كل القوى ليبرالية كانت، أم اسلامية، أو محافظة، وبما أن جهات داخلية وخارجية لا تريد إلا مصالحها، ولها أجندات غير سليمة تسعى للعودة الى ماقبل الثورة، والنظام الشمولي ،فإنه من الأسلم للتوانسة أن يتداركوا أنفسهم، قبل أن يكون الكلام للبندقية على حساب الصندوق، عندها لاينفع الندم.
أزمة كورونا دمرت أقتصاد العالم، أوقفت حركة الطيران، والسفن البحرية، والنقل البري، وحاصرت الدول، نفسها، بنفسها، عفويا، قبل أن تحاصر بتوقيف الشحن، والتوقف عن العمل، والركون في المنازل ليلاًونهارا، فماذا سيفعل الرئيس قيس سعيد، أو محمد ولد الشيخ الغزواني، أو عبد الفتاح البرهان، أو ميشيل عون، سوى الحد من فوضى استباحة المال العام، على الأقل، وإبعاد الملوثة أياديهم من مراكز القرار، وهذا هو أفضل إجراء يمكن لأحدهم أن يتسلق به سلم النجاح إذا ما انقشع ضباب كوفيد 19 ،وعليه فإن التظاهر قد يفضي الى مسائل غير حميدة في دول لم تقطع مسافات كبرى في التنمية، كما لم تبتعد كثيرا عن النظم الشمولية.
في الأخير، فإن التعايش السلمي، والحفاظ على الكيانات مسؤولية الجميع، ولغة الشحن، والقمع، والسياط،و الكبت، والتنكيل، والسجون، إذا كانت لها فوائد تذكر، لما تكن كثير من البلدان تعتمد في فلسفاتها التنموياتية على الخارج..
محمد ولد سيدي المدير الناشر لموقغ اركيز إنفو

القسم: