من الطريف أن يتناسى الناس همومهم في آخر أيام، سنة، سنوات ،سنة كورونا، 2020، لايريدون الماء الفرات، ولا مايسدون به رمقهم، ولم يغلقوا الطريق طلباً للأكل، تخفيض أسعار المواد الغذائية، أو تزويد تفيريت بمركز صحي !
سكان تفيريت، لم يرفعوا شعارات، تطالب بتشغيل أبنائهم، ولا شعارات داعمة لمطالب ضحايا الممنوعين من التسجيل من أصحاب 25سنة،أو اكتتاب مقدمو خدمات التعليم في الوظيفة العمومية ...
لاشك أن سكان تيفيريت، 100% من الموالاة، وهم أول من اعتقدوا بمعنى العهد، وصوتوا لبرنامج....تعهداتي!
ماكان أهل تيفيريت يحتسبون أن أصواتهم، سيجدون مقابلها، تلال من القمامات، كأنها جبال طورى بورة، وماكان سكان تيفيريت، يعتقدون أن القمامات ستواصل التراكمات، في عهد الإصلاح والتغيير والبناء، وماكان سكان تيفيريت يحتسبون أن أجواء النقاء السياسي، سيوازيها في سماء تيفيريت أجواء النتانة والتلوث وخلايا من الجراثيم في مكب نفايات تيفيريت،
ولئن أخطأت الشرطة في قمع المحتجون على الأوساخ في زمن كورونا، فإن سكان تيفيريت، لم يجانبهم الصواب، لماذا، لم يجانبهم الصواب؟ لأن السلطة لا تجابه بالقوة، ولو كانت الأمور تجري وفق ما هو مطلوب، لما انتظرت الوزارة الوصية، أوامر عليا، لوقف مكب النفايات، والحقيقة أن مطالب سكان تيفيريت، هي أبسط مطالب شعب المليون شاعر، الشعب يريد النظافة، نظافة الأجواء، وبيئة صافية، وهواء نقي.
مطلب سكان تيفيريت، يمكن أن ينضاف لموسوعة جينيس، في أغرب المطالب في العالم ...
لاشك أن سكان تيفيريت سيكرمون، تكريمات كثر، فهم وإن كانوا قد جوبهوا بالقمع والهرواوات، فإنهم سيفرحون في النهاية، لأن مطلبهم هو أبسط قسم من برنامج تعهداتي، من باب، بيئة نقية، تساعد على حياة كريمة.
في بلاط السلطان، وقفت إحدى الجواري الحسنوات ، وقد هزمت قلب الملك، و كل الجلساء...
بدأت حديثها بلغز حير الحضور! ،ولما عجزوا، منحتهم الحل...السلطان يحتاج الناس جميعاً،والناس لا يحتاجون إلا الى قائد واحد،لذا وجب عليه أن يعدل بين رعيته،ولا يظلم في حوضه إنسان ،فتراشق الأعيان بالنظرات ،واقشعرت أجسامهم، فأراد أحد الجلساء المقرب من السلطان، مقاطعتها، فأشار إليه الملك، أن يتركها، تواصل حديثها، فقالت: ياأمير المؤمنين : الناس يحتاجون الى قائد واحد،لذا وجب عليه أن يعدل بين رعيته...وهو يحتاج الى الناس جميعاً،وجلست...!
وأدرك شهر زاد الصباح، وسكتت عن الكلام المباح...
أغرب مطلب، وأبسط مطلب، مطلب ساكنة تيفيريت، وقف مكب النفايات،تيفيريت ،ياسيادة الرئيس: نريدها نظيفة!
لا أعتقد أن رئيس الجمهورية، سيعجز عن تلبية هذا الطلب الغريب، سكان يتظاهرون من أجل نظافة رحابهم ،ولا زيادة غير هذا،حتى ولو عشش الفقر والعوز في مرابضهم، فإنهم لايريدون القصور المشيدة، ولا الشوارع المعبدة، ولا أماكن للترفيه، فيكفي من الترفيه، تلال الرمال الناعمة، الخالية من الأوساخ والنتانة والجراثيم...
إفتتاحية اركيز إنفو