الكشكول هو المشكلة، وليس الطبقات الأكثر هشاشة..قراءة خاصة اركيز إنفو

خميس, 12/31/2020 - 10:15

مشكلة الوطن لا تكمن في الفئات الأكثر هشاشة، ولا تكمن في انتشار الأمية بشكل واسع، مشكلة الوطن، في النخبة المتعلمة، وأدعياء الثقافة، دكاترة، مهندسون، أساتذة، أطر من كل الأعمار، والأجناس، يطبلون، ويبالغون في مدح الرئيس، أيا كان، عسى أن يجد بعضهم منصباً إدارياً،ينسيه في الأيام الخوالي، من يختلس؟ الدكتور، والمتريزي، والمهندس والفني، والإداري، والمسؤول الكبير، هؤلاء أشر شراسة، وفتكاً ،ودماراً على الوطن من الأميين البسطاء، فهؤلاء يمكن القضاء على مرضهم، ومعاناتهم في فترة وجيزة،إذا وجد الطاقم الكفؤ، أما تكريس عقلية الفساد في عقلية نخبنا فهي المشكلة الكبرى التي تحتاج لدكتاتور لايرعرف إلا الأسر الكبيرة،وهي الوطن، بدون قبيلة، بدون أقارب، بدون جهة، بدون لون، بدون شيخ قبيلة، بدون وجيه، فقد عودتنا نخبة الكفاءات العالية، في كل عهدة، على أن من قبلها جرفوا كل شيء، وخربوا كل شيء، ودمروا كل شيء، ولم يتركوا فلساً واحداً،فيصاب الناخب في المدينة قبل الناخب البدوي بالخيبة، ينتظر الإصلاح، ويظل عاقداً الآمال، سنة بعد أخرى، يزداد فيها يأساً،بعد يأس، حتى يدور الزمن، دورته، فتبدأ إرهاصات الإنتخابات الرئاسية، والتكهنات بمنقذ آخر، لبحارة كانوا قد غرقوا في بحر تتلاطم أمواجه من المشاكل التي لا تنحصر، في التعليم والصحة والتشغيل والفساد و ارتفاع الأسعار وقلة الإنتاج والمصانع والأمراض الإجتماعية والديون وضعف البنية التحتية والأخطار الخارجية تحيط به من كل جانب، عندها يجتمع فرسان الدراهم والدنانير، الدكاترة والمهندسون والأساتذة وبقية الكشكول، فيعيدوا الكرة من جديد، ويبدأ العزف على قيثارة الزخرفة والتلميع، المهرجانات الكرنفالية، والسهرات الفنية، والمبادرات الداعمة لمرشح الإجماع الذي سبقه مرشحون آخرون نالوا نفس الشهرة والتقديس والالقاب، ولكنهم سرعان ما قصفوا بأبشبع الأوصاف، عندما بركلهم الدهر جملو...
ليبقى بلد المعادن والسمك والأراضي الصالحة للزراعة، يعطي فرصة التقدم والإزدهار والأسبقية لجيرانه في الشمال والجنوب ،حيث تضعه أغلب المؤشرات البحثية، في التصنيفات الدولية في درجة واحدة من النمو مع دويلات موبوءة لا تمتلك قرارها بنفسها بسبب الصراعات والحروب الأهلية ، والتدخلات الأجنبية ...
من مفارقات الكشكول :
1- العجز في استغلال مياه نهر السنغال الإستغلال الأمثل من أجل تحقيق الإكتفاء الذاتي من الحبوب والفواكه والخضروات،فكم من مشروع فشل، بفعل الإختلاس والفساد والأسباب كثيرة ومتنوعة.
2-العجز في توفير الكهرباء لجميع المدن والقرى والبلد يصدر الكهرباء!
3- منح صفقات التراضي دون مراعاة المعايير اللازمة
4- الإعتماد على الإستدانة الخارجية رغم كثرة الموارد الأقتصادية.
5- كثرة المقاربات البيداغوجية وتقاربها لإصلاح التعليم الذي يزداد فشلا سنة بعد سنة وفي كل عهدة بعد عهدة
6- تدوير المفسدين ومنحهم الثقة من جديد من أجل الإصلاح، وهو ما يحطم كل مؤشرات الإصلاح والتغيير والتطوير والتقدم والبناء.

القسم: