حين يصبح التطبيع موضة في زمن الجائحة " التحرير "

جمعة, 12/11/2020 - 11:06

حين يصبح التطبيع موضة:
1- في دول الطوق ،مصر، الأردن..
2- في دول الخليج العربي ،الإمارات العربية المتحدة، البحرين، سلطنة عمان، قطر...
3- في دول المغرب العربي ،المغرب
4- في دول الأطراف، السودان
5- في القارة السمراء، اتشاد، وكينيا، وإتيوبيا...
حتى ولو طبعت الدول العربية الغنية، والفقيرة ،من المحيط الى الخليج، فإن ذلك لم يؤمن إسرائيل، ولم يمنحها ملكية الأراضي العربية المحتلة التي توارثها الأجيال من حقبة الى أخرى.
قد تكون، لاءات الخرطوم جزءا من التاريخ، حتى عند الخرطوم نفسها، إلا " أن ذلك لن، ولم يثني عزيمة الفلسطينيون، ولن يزحزحهم ذلك من أرض الأجداد، مهما شيدت إسرائيل من مستوطنات، وقطعت من أوصال الضفة الغربية، وقطاع غزة، وحتى لو أقامت ستائر من الحواجز، والحصون، السلام مفتاحه فلسطين، ومع القيادات الفلسطينية، حركة فتح، وحماس، والجهاد، والحركة الشعبية، وكتائبها، ولو جوبهوا بمختلف أنواع الأسلحة الفتاكة، فإن ذلك لم يغير من نضالهم، وعزيمتهم....
مقايضات التطبيع، مهد لها، بعد سقوط الأتحاد السوفيتي، واستحداث ظاهرة الإرهاب، والحركات التكفيرية، وسقوط العراق، واحتلالها، وبعد احتلال العراق، تطويق الأمة بثلاث قوى رئيسية بالمنطقة، إيران وتركيا وإسرائيل، وبعد هذا التمزق والتطاحن بين الأشقاء، جيء بالفوضى الخلاقة التي قضت على الأخضر واليابس ...
في الأمة الإسلامية، تحطمت الجمهوريات، وهلك قادتها بين من أعدم، ومن تقطعت به السبل، ومن تنحى عن العرش، وبقي الملوك يريدون النجدة المدفعوة الثمن، حماية، أرصدة، مشاريع، قروض، وصفقات، واملاءات، وإلا فإن الضغط بكشف المستور، وترك القوى الإقليمية الثلاثة، إسرائيل وإيران وتركيا تواصل توغلها،ونفوذها،في المنطقة مسألة لامناص منها .
مايثير الإستغراب هو البرودة التي تعاملت بها قناة الجزيرة العربية مع تطبيع المغرب وإسرائيل، خلافا لأتفاقيات العار الأخرى مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان ،وكأن هناك تطبيع مهذب، مبرر هو تطبيع المغرب، وتطبيع خشن منتهك للمقدسات والثوابت الجمعوية للأمة العربية والإسلامية،فإذا كانت العلاقات المغربية الإسرائيلية ذات جذور تاريخية بسبب وجود جالية يهودية من أصول مغربية، فإن إحتلال إسرائيل للأراضي العربية المحتلة، أو تطبيق نظرية إسرائيل، الكبرى، مبررا، لماذا مبررا، لأن كل دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا توجد فيها جاليات يهودية، ولو عدنا الى جذور التاريخ لوجدنا أن اليهود، حديثو عهد في المنطقة المغاربية، وكذا في أغلب دول الشرق الأوسط.
المفارقة في موضة التطبيع في زمن الجائحة ،أن إسرائيل هي الرابح الأكبر في بنود الأتفاقيات المعلن عنها، وأن ميلاد كل إتفاقية تطبيع توافق حدثاً، تاريخيا مؤلماً لإحدى الدول العربية، أو للعرب جميعاً.
لن يتوقف قطار التطبيع عند الرباط، وسيتواصل التوقف من عاصمة الى أخرى، ماكان دونالد ترمب في البيض الأبيض، وطبيعي أن يتواصل التطبيع مادام أن الدول الوازنة طبعت مع إسرائيل.
إسرائيل أيضا أمر واقع هزمت أكثر من ربع مليار نسمة تحيط بها من كل جانب، هزمتهم عسكريا و وتكنولوجيا وهي النظام الديمقراطي الأفضل في شبه المنطقة، وكيان مدلل، ومحمي من الغرب، يمكن للدول العربية أن تراجع معها علاقاتها، ولكن ليس على حساب مصلحة الشعب الفلسطيني، أو خذلان شعوبها من المحيط الى الخليج، ولكن ماذا حصلت عليه الدول المطبعة قبل موضة التطبيع في زمن جائحة، كورونا، ألم تغرق في بحر من المشاكل الإقتصادية والإجتماعية و السياسية؟
في الختام، فإن السلام، يبدأ بلاعبي الصراع العربي الإسرائيلي، وأولهم الفلسطينيون، ومالم يقبل الفلسطينيون بإتفاق نهائي مع اليهود فإن السلام لن يتحقق، مهما كانت الضغوطات على الجانب الفلسطيني، من جهة، و مهما طبع العرب قاطبة...

القسم: