من جيل الى جيل تتنوع أمراض المجتمع و بعضها يختفي وبعضها نابع من التنشئة الإجتماعية الطائفية - نمط الحكم - الظواهر الوافدة و الحديثة الطرق - التشدد - المغالاة - التكفير - والعنف ...
هذا وقد تناول موضوع المجتمع المريض فلاسفة وكتابا و مشايخ ومن أهمهم :
الشيخ حسن شعبان :
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺁﻓﺔ ﻣﻘﺪﻭﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ، ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﺇﻻ ﻭﻟﻪ ﻣﻨﻪ ﺣﻆ ﻭﻧﺼﻴﺐ؛ ﻓﻘﺪ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻷﺫﻥ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﺼﻤﻢ، ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﻣﻌﻪ ﺍﻟﺒﻜﻢ، ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻰ، ﻭﺧﻠﻖ ﻣﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺟﻴﻮﺷًﺎ ﺟﺮﺍﺭﺓً ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻭﺍﻷﻭﺟﺎﻉ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﻋﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﻴﺪﺓ ﻟﻠﺠﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ، ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺟﻌﻞ ﺍﻵﺟﺎﻝ ﺑﻴﺪﻩ، ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﻋﻠﻤﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ .
ﻭﻟﻠﺤﻴﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﺩ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺧﺎﺻﺔ ﻛﺬﻟﻚ؛ ﻓﻘﺪ ﻳﺼﺪﺃ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ، ﻭﺍﻟﺨﺸﺐ ﺗﺄﻛﻠﻪ ﺍﻷﺭَﺿﺔ؛ ﻓﺎﻟﻤﺮﺽ ﺳﻨﺔ ﻛﻮﻧﻴﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻡ ﻣﻘﺪﻭﺭ، ﻧﺎﺗﺞ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻻ ﺩﺧﻞ ﻟﻠﺨﻠﻖ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺃﺳﺒﺎﺏ ﺃﺧﺮ ﻣﻦ ﺟﻨﻲ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ .
ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃُﺳﺮ ﻭﺃﻓﺮﺍﺩ ﻗﺪ ﻳﺼﻴﺒﻪ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﺮﺽ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ؛ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﻨﺸﺎﻁ ﺃﻓﺮﺍﺩﻩ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺻﺤﻴﺤًﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺻﺤﺎﺀ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺳﻘﻴﻤًﺎ ﻣﻌﻠﻮﻟًﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻋﺎﻓﻴﺘﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻬﺎﺟﻤﻪ ﺍﻟﻤﺮﺽ؛ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﻠﻪ ﻛﺎﻟﺠﺴﻢ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ، ﻓﻼ ﻏﺮﻭ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺳﻠﺒًﺎ ﻭﺇﻳﺠﺎﺑًﺎ ﺑﺎﻟﻌﻠﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ؛ ﻓﻌﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺑﺸﻴﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﻪ : ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : )) ﻣﺜَﻞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺩِّﻫﻢ ﻭﺗﺮﺍﺣﻤﻬﻢ ﻭﺗﻌﺎﻃﻔﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺠﺴﺪ، ﺇﺫﺍ ﺍﺷﺘﻜﻰ ﻣﻨﻪ ﻋﻀﻮ ﺗﺪﺍﻋﻰ ﻟﻪ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺑﺎﻟﺴﻬﺮ ﻭﺍﻟﺤﻤﻰ (( ( ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ 2586 ) .
ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺮﺃ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﻭﺍﻷﺩﻭﺍﺀ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺪﻳﺮًﺍ ﺑﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻟﻮﺍﺯﻡ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ، ﺑﻌﺰﻡ ﻗﻮﻱ ﻻ ﻳﻠﻴﻦ، ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﺳﺘﻮﻃﻦ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺃﻭﺻﺎﻟﻪ ﻇﻬﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺟﻊ، ﻭﺻﻨﻮﻑ ﺍﻵﻻﻡ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻋﺎﻗﻞ ﻗﺪ ﻓﻄﻦ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ، ﻭﻳﺪﺭﻙ ﻣﺮﻣﺎﻫﺎ، ﻭﻳﻌﻤﻞ ﺟﺎﻫﺪًﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺻﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﻤﻰ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ، ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺄﺛَّﺮْ ﺷﻌﻮﺭﻩ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﻭﻻ ﺑﻌﻴﺪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﺛﻢ ﻳﻜﺘﻢ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪﺓ " : ﺑﺸِّﺮﻭﺍ " ، - ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ - ﻭﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﺤﺒﺒﺔ، ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ، ﻭﻧﺴُﻮﺍ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ " : ﻣﻦ ﻛﺘﻢ ﺩﺍﺀَﻩ ﻗﺘﻠﻪ ."
ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻊ ﻋﻦ ﻋﻤﻖ ﻟﻤﻌﻈﻢ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺳﻴﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻋﺎﺟﻴﺐ ﺍﻟﻌﻠﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻄﺎﻏﻲ ﻓﻲ ﺳﺎﺑﻖ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺍﻟﻌﻀﺎﻝ؛ ﻣﻦ ﻓُﺮﻗﺔ، ﻭﻗﻄﻴﻌﺔ، ﻭﻧﻔﺎﻕ، ﻭﺗﻘﻠﻴﺪ، ﻭﺍﻧﺤﺴﺎﺭ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻷﺧﻼﻕ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻔﺰﻋﺔ .
ﻭﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻣﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻓﺮﻳﻘًﺎ ﻏﻴﺮ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﺆﺭﻗﻬﻢ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﻟﻌﻠﻬﻢ - ﻟﺸﺪﺓ ﺍﻻﻧﺸﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ - ﻻ ﻳﺪﺭﻭﻥ ﻣﺎ ﺍﻟﺨﺒﺮ، ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﻲ ﺃﻛﻤﻞ ﺣﺎﻻﺗﻬﺎ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻣﺸﺮﻗﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ ﺃﻣﺮﻫﺎ، ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺳﺎﻛﺘﻮﻥ .
ﻭﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻛﺎﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ؛ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﺔ ﻣﺎ ﻳﻘﻴﺴﻮﻥ ﺑﻪ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻮًّﺍ ﻭﻫﺒﻮﻃًﺎ، ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﺱ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻣﻨﻬﺞ ﻭﻣﻌﻠﻢ؛ ﻓﻌﻦ ﺣﻨﻈﻠﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻷﺳﻴﺪﻱ : ﺃﻧﻪ ﻣﺮ ﺑﺄﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻣﺎ ﻟﻚ ﻳﺎ ﺣﻨﻈﻠﺔ؟ ﻗﺎﻝ : ﻧﺎﻓَﻖ ﺣﻨﻈﻠﺔ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ، ﻧﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺠﻨﺔ ﻛﺄﻧﺎ ﺭﺃﻱ ﻋﻴﻦ، ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺟﻌﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻀﻴﻌﺔ ﻧﺴﻴﻨﺎ ﻛﺜﻴﺮًﺍ، ﻗﺎﻝ : ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﺎ ﻟﻜﺬﻟﻚ، ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﻨﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ : )) ﻣﺎ ﻟﻚ ﻳﺎ ﺣﻨﻈﻠﺔ؟ (( ، ﻗﺎﻝ : ﻧﺎﻓﻖ ﺣﻨﻈﻠﺔ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻧﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻙ ﺗﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺠﻨﺔ ﻛﺄﻧﺎ ﺭﺃﻱ ﻋﻴﻦ، ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺟﻌﻨﺎ ﻋﺎﻓﺴﻨﺎ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﻀﻴﻌﺔ ﻭﻧﺴﻴﻨﺎ ﻛﺜﻴﺮًﺍ، ﻗﺎﻝ : ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : )) ﻟﻮ ﺗﺪﻭﻣﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻱ، ﻟﺼﺎﻓﺤﺘﻜﻢ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﺴﻜﻢ، ﻭﻓﻲ ﻃُﺮﻗﻜﻢ، ﻭﻋﻠﻰ ﻓُﺮﺷﻜﻢ، ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺎ ﺣﻨﻈﻠﺔ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺳﺎﻋﺔ، ﻭﺳﺎﻋﺔ ﻭﺳﺎﻋﺔ (( ؛ ( ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ 2514 ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﻴﺢ ) ، ﻓﻘﺪ ﺃﺭَّﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲَّ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻣﺎ ﺃﻟﻔﺎﻩ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻓﻴﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺰﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻋﻤﻖ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻭﺳﻼﻣﺔ ﻭﺟﺪﺍﻥ؟
وفي نفس المجال قال
انجليزبيلزك :
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺗﻤﺮﺽ ﻭﺗﻀﻌﻒ، ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻳﺸﺘﺮﻛﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻼﻣﺢ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻋﻘﻞ ﺟﻤﻌﻲ ﻭﺍﺣﺪ . ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻳﻨﺘﺸﺮ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﺼﻴﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺠﻤﻌﻲ ﺃﻭ ﻳﻤﺮﺽ ﺃﻋﻀﺎﺀﻩ ﻓﻴﻨﻬﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ . ﻭﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﺫﻥ ﺇﻟﻰ ﻃﺒﻴﺐ ﻣﺎﻫﺮ ﻳﺸﺨﺺ ﺍﻟﻤﺮﺽ، ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻋﻼﺝ ﻃﻮﻳﻞ ﺍﻷﻣﺪ ﺃﻭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ . ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺄﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻣﻦ ﻳﺼﻔﻬﺎ ﺛﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﺎﻟﺠﻬﺎ ﻭﻫﻨﺎ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ .
ﻓﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻬﻀﺖ ﻭﺗﺨﻄﺖ ﺃﻣﺮﺍﺿﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﻣﻔﻜﺮﻭﻥ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﻮﻥ ﺍﻫﺘﻤﻮﺍ ﺑﺄﻣﺮﺍﺽ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﻢ ﻭﻋﻤﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻤﺮﺽ . ﻓﻔﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻤﺠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﺒﻂ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺛﻢ ﺟﺎﺀ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻣﻞ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻟﺞ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺯﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺗﺼﺪﻯ ﻣﻔﻜﺮﻭﻥ ﻭﻛﺘﺎﺏ ﻟﻔﻀﺢ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﺩﻳﺐ “ ﺑﻠﺰﺍﻙ ” ( 1779 – 1850 ) ﻭﻛﺘﺐ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﺴﺮﺣﻴﺎﺕ ﺃﻇﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺒﺢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻣﺎ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺸﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﻳﺘﺴﺒﺒﻮﻥ ﻓﻲ ﺳﻘﻮﻃﻪ . ﻭﺃﺑﺪﻉ ﻓﻲ ﺗﺸﺮﻳﺢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻤﻬﺎﺭﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺘﻪ “ ﺍﻷﺏ ﺟﻮﺭﻳﻮ ” ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻇﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻧﺘﻬﺎﺯﻳﺔ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ .
ﻭﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﺜﻞ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺩ ﻭﺍﻟﻤﺎﺯﻧﻲ ﻭﻃﻪ ﺣﺴﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻳﺘﺼﺪﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻳﺪﻓﻌﻮﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻠﻨﻬﻮﺽ . ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻳﺨﻄﻄﻮﻥ ﻷﺟﻞ ﻭﻃﻦ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻭﻛﺎﻥ ﻧﺘﺎﺝ ﻫﺬﺍ ﺛﻮﺭﺓ ﻳﻮﻟﻴﻮ . ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﺿﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻳﻘﻮﺩ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ؟ﻭﻣﻦ ﻳﺸﺨﺺ ﺃﻣﺮﺍﺿﻪ ﻭﻳﺤﺪﺩ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﻼﺝ؟ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﻭﺍﺿﺤﺎً ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺧﻄﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺍﻷﺟﻞ ﻭﻃﻮﻳﻠﺔ ﺍﻷﺟﻞ ﻟﻠﻌﻼﺝ . ﻭﺍﺳﻤﺢ ﻟﻲ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﻌﺾ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ .
ﺃﻧﺎ ﺃﺗﻜﻠﻢ ﺇﺫﻥ ﺃﻧﺎ ﻣﻮﺟﻮﺩ : ﻫﺬﻩ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻣﺮﺿﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻜﻞ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻳﺘﻌﺼﺐ ﻟﺮﺃﻳﻪ ﺑﻞ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻳﺨﺮﺏ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻷﻧﻪ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻵﺭﺍﺀ . ﻭﻟﻌﻞ ﻣﺎ ﺳﺎﻋﺪ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻛﻼﻣﻴﺔ ﻫﻤﺠﻴﺔ . ﺍﻟﻜﻞ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺩﻭﻥ ﺇﻓﺴﺎﺡ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ . ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﺟﻴﻞ ﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﻭﺟﻴﻞ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﻓﺎﻟﻜﻞ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻌﻠﻤﺎ ﻭﺃﺳﺘﺎﺫﺍ ﻟﻬﺬﺍ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻭﺍﻹﺷﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻀﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .
ﻻ ﺟﻬﺪ ﻭﻻ ﺗﻌﺐ : ﻭﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻼﺩﺓ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺴﻮﺩ ﻛﻞ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ، ﺍﻟﻜﻞ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺩﻭﻥ ﺗﻌﺐ . ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﺢ ﺩﻭﻥ ﻣﺬﺍﻛﺮﺓ، ﻓﺎﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﻐﺶ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺧﺮﻳﺠﻮ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ . ﻭﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺃﻣﻬﺮ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﻦ ﻭﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﻋﻠﻤﻨﺎ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ، ﺗﺮﺍﺟﻌﻨﺎ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻞ ﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﻋﻠﻢ . ﻭﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺃﻣﻬﺮ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻉ ﻧﺠﺪ ﺍﻵﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻷﺟﺮﺓ ﺩﻭﻥ ﺗﻌﺐ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻏﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺃﺩﺍﺀ ﺿﻌﻴﻒ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ . ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﺃﺻﺒﺢ ﻧﺎﺩﺭﺍً ﻣﺎ ﻧﺠﺪ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻤﻘﺎً ﻭﻓﻜﺮﺍً ﻓﺎﻧﺘﺸﺮﺕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻮﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﺃﻳﻀﺎً . ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ : ﻭﻣﻦ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺃﻳﻀﺎً ﺗﺤﻮﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻬﻼﻙ ﻓﻘﻂ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻷﻏﻠﺐ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻘﻂ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻌﻴﺶ، ﻭﺗﺤﻮﻟﺖ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺷﻲﺀ ﺍﺳﺘﻬﻼﻛﻲ ﻭﻣﺎ ﻳﻤﺘﻠﻜﻪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺩ ﻗﻴﻤﺘﻪ . ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺴﻄﺤﻲ ﻟﻠﺬﺍﺕ ﻭﺍﻟﻬﻮﻳﺔ : ﻭﻫﺬﺍ ﺃﺳﻮﺃ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺷﻲﺀ ﻳﺪﻣﺮﻩ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻠﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺬﺍﺗﻰ . ﻓﻤﺎ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻫﻮ، ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ، ﺛﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ . ﻭﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻧﺮﺍﺟﻊ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﻯ ﻗﻮﺓ ﻭﺟﺪﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﺳﻮﻳﺔ ﻭﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ . ﻓﺎﻟﺒﻴﺖ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺄﻭﻯ ﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﻻ ﺗﺮﺑﻄﻬﻢ ﺑﺒﻌﺾ ﺇﻻ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﻓﺎﺗﺮﺓ ﺃﻏﻠﺒﻬﺎ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﻧﻔﻌﻰ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺿﺒﻂ ﻭﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺒﺚ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﻭﺗﺪﻣﻴﺮﺍ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻳﻨﺘﺞ ﻟﻨﺎ ﻋﻘﻮﻻ ﻣﺠﻬﺰﺓ ﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺗﺪﻣﻴﺮﻩ . ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺃﺻﺒﺢ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻣﻘﺼﻮﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻔﻆ ﻓﻘﻂ . ﻓﻬﻞ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﻣﻌﻠﻢ ﻳﺮﺑﻰ ﺃﺟﻴﺎﻻ؟ ﺃﻡ ﺃﻗﺘﺼﺮ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﻭﻓﺸﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎً .
ﻭﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻮﻋﻰ ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻓﻰ ﺃﺩﻧﻰ ﺻﻮﺭﻫﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻻﻧﻔﻼﺕ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ . ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ “ ﺟﻮﺯﻳﻒ ﺟﻮﺑﻠﺰ ” ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﺃﻳﺎﻡ ﻫﺘﻠﺮ “ ﺃﻋﻄﻨﻰ ﺇﻋﻼﻣﺎ ﺑﻼ ﺿﻤﻴﺮ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻋﻄﻴﻚ ﺷﻌﺒﺎً ﺑﻼ ﻭﻋﻰ ” ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻯ ﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎً “ ﺃﻛﺬﺏ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺪﻗﻚ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
أما نجيب الكيلاني فيقول في موضوع المجتمع المريض :
ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺴﺤﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﻋﺪﺗﻬﻢ ﻭﻋﺘﺎﺩﻫﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺤﻤﻘﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺠﺰ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﺷﻔﺎﺀﻩ , ﻭﺑﺪﻝ ﺃﻥ ﻳﺆﺛﺮ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻧﺠﺪ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺪﻝ ﺃﻥ ﻳﺆﺛﺮ ﻫﻮ ﺑﻪ ﻭﻗﻠﺔٌ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﺒﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺤﻤﻘﻰ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻌﻬﻢ ﺿﻤﻦ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﻏﻴﺮ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﻭﻳﻨﺤﺪﺭ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﻟﻴﻨﻀﻢ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻘﻄﻴﻊ , ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻧﻪ ﻣﺜﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻭﺟﺴﻤﻴﺎ ﻭﺑﺄﻥ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺃﻭ ﺃﻏﻠﺒﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺳﻠﻴﻤﻴﻦ ﻻ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻭﻻ ﺟﺴﺪﻳﺎ , ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺠﺪﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺮﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ : ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻵﺧﺮ؟ ﻫﻞ ﻣﺜﻼ ﺍﻟﻤﺜﻘﻒ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻭﺟﺴﺪﻳﺎ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﺳﻠﻴﻢ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻭﺟﺴﻤﻴﺎ ﺃﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ؟
ﺑﺎﻟﻤﺜﺎﻝ ﺍﻵﺧﺮ : ﻫﻞ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻳﻨﻘﻠﻮﻥ ﻟﻸﺻﺤﺎﺀ ﻋﺪﻭﻯ ﺃﻣﺮﺍﺿﻬﻢ ﺃﻡ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺽ ﻳﻨﻘﻠﻮﻥ ﺻﺤﺘﻬﻢ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻭﻳﺘﺴﺒﺐ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﺀ؟
ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﺳﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ , ﻓﺎﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﺪﻳﻪ ﺳﻠﺒﻴﺎﺕ ﻭﻋﻴﻮﺏ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﻴﻦ ﻭﺗﺆﺛﺮ ﺑﻬﻢ , ﺃﻣﺎ ﺑﺨﺼﻮﺹ ﺍﻻﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﻓﻬﻲ ﺑﻄﻴﺌﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﺑﻄﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺟﺪﺍ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﻴﻦ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﻮﻥ ﺑﻔﻌﻞ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﻮﻥ , ﻭﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻃﺒﻴﺔ ﻣﻌﺮﻭﻑٌ ﺟﻴﺪﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻳﻨﻘﻠﻮﻥ ﻋﺪﻭﻯ ﺃﻣﺮﺍﺿﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺻﺤﺎﺀ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﺑﺎﻟﻌﺪﻭﻯ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﺤﺎﺀ , ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺟﻴﺪﺍ ﻣﺜﻼ ﺇﺫﺍ ﺃﺻﻴﺐ ﺃﺣﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻹﻧﻔﻠﻮﻧﺰﺍ ﻭﺍﻟﺰﻛﺎﻡ ﻓﺈﻥ ﺑﺎﻗﻲ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻳﺘﺄﺛﺮﻭﻥ ﻭﺗﻨﺘﻘﻞ ﺍﻟﻌﺪﻭﻯ ﻣﻦ ﻣﺮﻳﺾ ﻭﺍﺣﺪ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﻗﻲ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﺷﺨﺺ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﺎﻟﻌﺪﻭﻯ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ 1000 ﺷﺨﺺٍ , ﻭﺇﺫﺍ ﺩﺧﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺳﻠﻴﻢٌ ﺻﺤﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﻛﻞ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺟﺪﺓ ﺑﻪ ﻣﺼﺎﺑﻮﻥ ﺑﻤﺮﺽ ﻣﻌﺪﻱ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺼﺎﺏ ﻓﻮﺭﺍ ﺧﻼﻝ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻳﺼﺒﺢ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﻣﺘﺄﺛﺮﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻗﺘﺤﻤﻬﺎ , ﻭﺇﺫﺍ ﺩﺧﻠﺖ ﺃﺳﺮﺓ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺼﺎﺏ ﺑﺎﻟﺰﻛﺎﻡ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﺪﻭﻯ ﻣﺮﺿﻪ ﺇﻟﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ , ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﺃﻥ ﺩﺧﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺳﻠﻴﻢ ﺟﺴﺪﻳﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻝ ﺃﻧﺎﺱ ﻏﻴﺮ ﺳﻠﻴﻤﻴﻦ , ﻧﻌﻢ , ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﻭﺃﻥ ﻧﻘﻞ ﺳﻼﻣﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﺔ ﻟﻴﺼﺒﺤﻮﺍ ﺃﺻﺤﺎﺀ ﻣﺜﻠﻪ .
ﻭﺇﻥ ﻋﺎﺵ ﺭﺟﻞٌ ﺳﻠﻴﻢ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﻧﺎﺱ ﻏﻴﺮ ﺳﻠﻴﻤﻴﻦ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺳﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﻓﺄﻧﺎ ﺻﺎﺩﻓﺖُ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺃﻧﺎﺳﺎ ﻛﺜﺮ ﺳﻠﻴﻤﻴﻦ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻭﺗﻔﻜﻴﺮﻫﻢ ﺳﻠﻴﻢ %100 ﻭﻣﺘﻨﻮﺭﻭﻥ %100 ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻳﺘﺄﺛﺮﻭﻥ ﺑﻤﻦ ﺣﻮﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺮﺿﻰ ﻏﻴﺮ ﺳﻠﻴﻤﻴﻦ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻏﻠﺐ ﻫﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﻨﺘﻘﻞُ ﻣﻦ ﺷﺨﺺٍ ﺇﻟﻰ ﺷﺨﺺٍ ﺁﺧﺮ ﺣﺘﻰ ﻏﺪﻯ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻛﻠﻪ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺃﺧﻼﻗﻴﺎ ﻭﺩﻳﻨﻴﺎ ﻭﻧﻔﺴﻴﺎ ﻭﺟﺴﺪﻳﺎ , ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺘﺮﺍﺟﻊ ﻟﻠﻮﺭﺍﺀ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﺤﺮﺯ ﺃﻱ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻸﻣﺎﻡ , ﻭﻣﺮﻳﺾ ﻭﺍﺣﺪ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﺪﻭﻯ ﻣﺮﺿﻪ ﺇﻟﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻧﺠﺪ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎ ﻛﻞ ﺃﻓﺮﺍﺩﻩ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﺮﺿﻰ ﻋﻘﻠﻴﻦ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ﺟﺪﺍ ﺃﻥ ﻧﺠﺪ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺘﻠﻮﺙ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺟﺪ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ , ﻭﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺸﺎﺫﺓ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻭﻓﻜﺮﻳﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺎﺫ .
ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﺗﺴﺘﻐﺮﺑﻮﺍ ﻣﻦ ﺗﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻤﺜﻼﺕ ﻭﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻭﺍﻟﻜُﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﻜﺎﺗﺒﺎﺕ ﻓﻜﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻏﻠﺐ ﻳﺘﺄﺛﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ , ﻭﺃﻧﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﻟﻢ ﺃﻓﻠﺖ ﺇﻃﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻜﻞ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﻴﻦ ﺑﻲ ﻭﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ ﻣﺮﺿﻰ ﻭﺃﻧﺎ ﻭﺣﺪﻱ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺃﺗﺄﺛﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﺣﻮﻟﻲ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻭﺣﺘﻰ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺿﻄﺮ ﺍﺿﻄﺮﺍﺭﺍ ﻷﻛﻮﻥ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻧﻨﻲ ﻣﺮﻳﺾ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻧﻨﻲ ﺳﻠﻴﻢ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻭﻣﻦ ﺑﻤﺎ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻪ ﻭﺃﻋﻴﺶ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻭﺃﺗﻈﺎﻫﺮ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﺑﺄﻧﻲ ﺃﻓﻜﺮ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻜﺮﻭﻥ ﻭﺃﺗﻜﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻟﻜﻲ ﻻ ﺃﺗﺄﻟﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍ , ﻭﻟﻜﻲ ﻻ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺎﻵﻻﻡ ﺁﺧﺬ ﺇﺑﺮﺓ ﺗﺨﺪﻳﺮ ﻭﺇﺑﺮﺓ ﺍﻟﺘﺨﺪﻳﺮ ﻫﻲ ﻣﺴﺎﻳﺮﺓ ﺍﻟﺮﻛﺐ ﺍﻟﺴﺎﺋﺮ .
قصارى فإن كل المجتمعات لم تسلم من الامراض الإجتماعية لكنها تختلف من ناحية حدتها حسب وعي المجتمع وتقدمه و تتعاظم حسب تخلف وانتشار الجهل فيه وإن كانت الركيزة الأساسية من مرض المجتمع تتمثل في الجانب السياسي بوصفه مفتاح التقدم والتأخرفإن اللقاحات الإستشفائية بسيطة وصعبة في نفس الوقت ومن أهمها العدالة الإجتماعية والصرامة في تطبيق القانون والقضاء على الفوارق العرقية وانتشار العلم والمعرفة في الأوساط الشعية و العناية بصحة الفرد البدنية والغذائية وتنوع مصدرها فضلا عن نقاء مادته الروحية والتشريعية من الشوائب .