أنبل المهن، لايمنح تعويض الجرنالية " التحرير "

اثنين, 11/23/2020 - 23:47

تتغير الأسماء، والعلم، والنشيد، والشوارع، وتتغير رواتب كبار الموظفين ، و يبقى المعلمون والأساتذة، يواصلون الصراخ، والوقفات، والإضرابات ،لعلهم يجدون، من يقول لهم: لقد أستجيبت دعوتكم، قولاً، وفعلاً....
بالأمس تهافت من يألفون، الجلوس تحت المكيفات، والجلوس في المكاتب الشاهقة، وإستنشقاء العطور الباريسية ،الى إمبود وسيلبابي،بقطعهم مئات الكيلومترات، من أجل إفتتاح السنة الدراسية 2020/2021، سنة المدرسة الجمهورية، التي تفتقر الى أهم أسسها، وهو الإعتناء بالمدرس، الذي بدونه، لا تقدم، ولا ازدهار، وعليه فإنه لمن العبث، القول في وسائل الإعلام، المرئية والمسموعة والمقروءة، الإعتناء بالمدرس، ومنحه 2000أوقية في ملتقى مدة أسبوع، مقابل 10000أو 20000أوقية، لمكون، هو مدرس قبل أن يكون مؤطراًيساوي، تعويضه عشرات أضعاف، المكونين، هذا بصرف النظر عن الفوارق الشاسعة في زيادات الرواتب، والرواتب نفسها، فعن أي إصلاح يتفوه سكنة القصور الفخمة، وقاعدة المجتمع، يعانون من تدني الرواتب ، إذا أجر منها منزل، لم يبق للسكن، والدواء، والتنقل شيئاً،هذه هي الحلول التشخيصية للتعليم، الملتقيات والأوراش والبعثات التي ،تكاد تكون شبه،يومية، واستجلاب أحدث البرامج والمقاربات من أكثر الدول تقدماً، خاصة من مجموعة G20 وG30 ،واستحالة تطبيق برامج أعدت لشعوب، و لم تعد، لمجتمعات الأغلبية الساحقة منها ، أمية، وبدون، أنتيرنيت، ،وفي كل تصنيف، من مؤشرات التقدم، والرقي، نأتي في المؤخرة ، فقد استجلبوا في إصلاح 1999مقاربة الكفايات، من كندا وفرنسا، وتونس التي تقوم على وسائل الإيضاح أكثر في كل درس، والمعين التربوي، من الطلاب ، فهل ازدهر التعليم، أم تدنى؟ ،بطبيعة الحال، ازداد إنهيارا، مما أدى الى استفحال ظاهرة هجرة كثير من المدرسين الفصول الدراسة، والبحث عن بدائل، والسبب قديم/ معاد، تدني الرواتب بشكل عام، وخاصة في التعليم، الذي أصبح، وظيفة، من لاوظيفة له، التيفايَ، و خدام المنازل، والجرنالية، وكل من هب ودب.
اليوم، في السنة الثانية من تعهداتي، ودبكة، المدرسة الجمهورية، التي لم تعد بعد، يتكلمون عن المنصة والرقمنة، هذا لايحتاج لإستجلاب، أنظمة " الآيباد " ، فقد كان المدراء يحصون الحضور، والغياب، في القراطيس، يومياً، وأسبوعياً،وشهرياً، وقبل استيراد، آلاف أجهزة، الآيباد، بالمليارات، لماذا لا يوفروا الكتاب المدرسي، والمحفظة المدرسية؟ والزي المدرسي، كما وفر في السنة اليتيمة ،من حكم الرئيس الراحل سيدي ولد الشيخ عبدالله، رحمه الله، فمن لم يوفر الكتاب المدرسي، ولم يوحد الزي المدرسي، ولم يوفر المحفظة المدرسية، ولم يضع المدرس في ظروف إقتصادية تضمن له عيشة كريمة، تغنيه عن التسول، والإستعباد والإهانة في القطاع الخاص، لن، ولم يصلح التعليم، ومن المفارقات أن تمنح السلالم الإدارية العليا في كل الوزرات، زيادات من العيار الثقيل ، وعندما تبلغ مدير دروس، ومراقب ثانوي، ومدير مدرسة، تصل الى 5000أوقية و10000أوقية قديمة، أما معلم وأستاذ ف0 زيادة، وقع هذا في العشرية المنصرمة التي يثار على معالمها،و يحافظ، على تجاهلها لرواتب الموظفين من ذوي الدخل المحدود ،في وقت يبلغ فيه راتب عضو واحد من أعضاء " ابزازيل لغجل " / المجلس الأعلى للشباب، حوالي 45000أوقية، سقف لم يبلغ أستاذ أشرف على التقاعد ثلثه!!
كما أن السرعة في تجديد الكتاب المدرسي، يزيد من مشاكل العملية التربوية، فلماذا طباعة مناهج جديدة، والكتاب المدرسي الأخير لم يعمر سنتين، ولم ير بالعين المجردة إلا نادرا؟؟؟
في السنة الثانية ، والرحيل أفواجا الى، إمبود،من أجل قرع جرس السنة الدراسية هناك، ومدارس آدوابة يرثى لها، شأن الكثير من المدارس والثانويات، ينتفض المدرسون في كل جهات الوطن،في ملتقى المهزلة، رفضا تاما، لتعويض الإحتقار ،تعويض عمال الجرنالية، 2000أوقية قديمة، فأين النبهاء، أنبل الناس، وأفضل المهن، يقابلوا بدراهم معدودات، مثل هكذا أفكار، تركيعية، احتقارية، لايقود إلا الى عواقب عكسية،لكم تعليمكم، المعارف، والرجاء و المحمدية، وبيتي سانتر والكرامة و الإمتياز، ولنا ،تعليمنا،الفصول المكتظة، والرواتب الزهيدة، وأشياء أخرى، لايتسع لها المقام...
من الطبيعي أن لا ينهض التعليم، فالنسبة المنوية المخصصة له من ميزانية تقترب من ترليون مليون أوقية، لا تضمن الجودة، ف20% ، بين التعليم القاعدي والتعليم الثانوي، والتعليم المهني، والتعليم العالي تعادل 4% لكل حقل، والمفارقة أن هذه النسبة، أو تزيد، كان ولد الطائع يخصصها للتعليم في منتصف التسعينات من القرن الماضي، فكم تضاعفت ميزانية الدولة، وتعددت موارها، ومداخيلها بعد ولد الطائع، من الذهب والنفط والإتاوات الضريبية؟

القسم: