النصرة..وركوب الموجة- محمد ولد سيدي

جمعة, 10/30/2020 - 10:25

مدخل..
مشكلة الأمة الإسلامية في الأنظمة قبل أن تكون في الغرب، والعنف المسلح، والخطاب التكفيري، ردات أفعال مزدوجة على الأنظمة التي لا تعكس إرادة شعوبها، و على القوى الإمبريالية الغازية، المهيمنة على مقدرات المنطقة، ولكن، لماذا العنف الإسلامي، ولماذا لانرى عنفاً بوذياً،أو صينياًّ، أو حتى فارسياًّ؟
تمر الأمة الإسلامية بأحلك فتراتها التاريخية، تمزق، وحروب، ومشاكل، بينية ،و سياسية، وإقتصادية، ومذهبية ، بصرف النظر عن مشاكل مجتمعاتية جد صعبة، تدخل في مجالات عدة أبرزها، الطبقية المتحكمة، والفساد ،والأمراض الإجتماعية التي لاحصر لها، الأمية والقبلية والمحسوبية ،و الإحتماء بالآخر على حساب مصلحة الوطن والشعب معاً،ناهيك عن التخلف، وعدم مسايرة الركب في العلوم الحديثة، رزمة الأمراض هذه، نجمت أولما مانجمت عنه، العودة الى سلوك ،شاذ، ينكره العقل البشري، والضمير الإنسانوي، حتى وإن كان مبررا لدى بعضنا، ، في العصور الظلامية، فإن عصر المعرفة، والإبتكار يأبى ذلك، فالحياة اليوم تقوم على الحوار المتمدن، و التعقل، والحكم على الأشياء بالمنطق، وبأسلوب حضاري، في زمن توحدت فيه الحضارات كلها، وأصبح فيه القانون هو الفيصل بين القوي والضعيف وبين السيد والعبد وبين الحاكم والمحكوم.
قبل أربعة عشر سنة، ألف البرفسور صموئيل هنتنتوغ، كتابه، صراع الحضارات، متنبئاً بأن الصراع بين الدول سيكون، ثقافيا قبل أن يكون ذا طابع أيديولوجي، وهنا يطرح السؤال هل ردات الأفعال المشوهة للدين الإسلامي،والحشود الجماهيرية العريضة، تؤكد ماذهب إليه صمويل هانتيتونغ، في رده على تلميذه فرانسيس فوكاياما، في أطروحة له بجريدة، فورين آفيرز قائلاً: إن نهاية الحرب الباردة ستكون للديمقراطية الليبرالية التي ستكون الشكل الغالب على الأنظمة حول العالم؟؟؟؟
اليوم يعيش العالم على حافة صراع أيديولوجي بين أمة موحدة فكريا، وإقتصاديا، وثقافيا، تجمعها سلسلة من الخيوط و المعاهدات رغم تعدد الألسن و إتساع الحوزات ، أمة، موحدة، شعارا ونقدا ،ولها برلمان موحد،وتأشرة واحدة ،وبين أمة مشتة، ومقطعة الأوصال، تحرقها الفتن والطائفية والعداء فيما بينها رغم وجود كل عوامل الوحدة، اللغة، والدين، والتاريخ المشترك،ولكن هذه الأمة وإن اتحدت روحياًّ، إلا أنها تختلف شكلاً ومضموناً،وكل دويلة منها لها أجنداتها الخاصة ،فأمة كلمة الفصل فيها لصندوق الإنتخابات، سواء كان نظام الحكم فيها ملكياًّ،أو جمهوياًّ،والحرية فيها بلا حدود، وتعيش في رغد ورفاهية، من الطبيعي أن تختلف 100% مع أمة أخرى كلمة الفصل فيها للمدافع والذخيرة الحية قبل أن تكون للمدنيين، ناهيك أن بعضها لم يسمع بكلمة إقتراع، ولا يسمح بحرية التعبير، ولا أبسط نوعاًمن الشراكة المدنية، ولا حتى لم يقبل بالنقد ،ولا التنازل عن العرش مهما كان تأزم الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وإن سمع بالإقتراع إذا ما وجد بصيص أمل من الحرية، فإن ذلك الإختيار سرعان ما يتبخر ويعود أثر بعد عين ،لن ينتهي العنف الدموي، المأدلج، لأن المواطن العربي،المأدلج دينياًّ يرجع كل ويلاته الى الأنظمة ويحملها مسؤولية التخلف والإنحطاط وعليه، أصبح المواطن في الدول الإسلامية، كما في الدول العربية لايولي للأنظمة إهتماما، عكس المواطن في دول الغرب التي يربطها، خيط واحد، ناظم لسياساتها هو الأتحاد الأوروبي، الذي تأسس بست دول سنة 25/3/1957 في روما واليوم يزيد على جامعة الدول العربية بسبع دول في وقت أخفقت فيه جامعة الدول العربية في كل طموحاتها رغم أنها سبقت الأتحاد الأوروبي بإثنى عشر سنة.
عودة النصرة وركوب الموجة:
تلوث السياسة، لا يقل كثيرا عن التلوث البيئي، مسيرة مليونية عرفت بجموع النصرة، طبعت فترة العشرية الأخيرة، لم تخلو من العنف أحايين أخرى، في الليلة الليلاء عند قول أحدهم أن مصحفاًمزق في تيارت، فركبت موجة الأكذوبة هذه، وكادت الأمور تخرج عن السيطرة بين عشية وضحاها،عند محرقة الكتب خرج المجتمع المغرور عن بكرة أبيه وهرع الى ساحة الجمهورية ،وغصت ساحة المطار بجموع النصرة، بعد المحرقة، إزدادت جموع النصرة، وهرعت الى ساحة الجمهورية تريد رأس كاتب المقال المسيء...في آخر المطاف فقدت آلاف الأسر قطعهم الأرضية،ومنازلهم، وأنعامهم، وسياراتهم، وباتوا يسكنون في العراء، خرج صاحب المحرقة مرفوع الرأس نائباً عن الشعب، يجتمع بالأئمة والساسة الذين كانوا يريدون رأسه بالأمس، وخرج من السجن كأقوى رجل سياسي وحقوقي في بلاد العجائب، الأمور بخواتمها صاحب المقال المسيء، يجتمع بالأئمة هو الآخر، حرا طليقا، وهذه المرة لاجموع للنصرة، ولكن، تعديل في الفتوى، وإستشناق الحرية بلا حدود في بلاد لايوجد بها مقدس ،اليوم يريد البعض أن يركب صهوة جموع النصرة في فترة تعهداتي،والغيرة على الدين يجب أن تكون بعيدة عن المزايدات،والحسابات الضيقة ،لماذا لا ننادي بجموع النصرة، ونذهب الى ساحة الجمهورية، في مسيرة مليونية عند مشاهدتنا لفيديو مرتد داكار الذي لايقل إساءة لله والجناب النبوي من إساءة أمانويل ماكرونه، وجريدة شارلي أبدو؟؟؟؟
ندد بكل الإساءات للدين الإسلامي، والمقدسات الإسلامية، سواء صدرت في الغرب، أو في الشرق، أو حتى من داخلنا، بالمقابل فإن أعمال العنف الإنتقامية سواء بقنبلة أو بطلق نارى، أو بسلاح أبيض، أو بدهس سيارة، تشويه للدين ،وتزيد من الكراهية وتخدم أجندات معادية للإسلام، أكثر مما تخدم الدفاع عن الإسلام بشكل مهذب ومتحضر.