عندما تطبع دولة..عايز يحكلي ولد عبد العزيز- محمد ولد سيدي

جمعة, 10/23/2020 - 18:06

مصر هي العمود الفقري الذي تقوم عليه جامعة الدول العربية، ومنذ تطبيعها مع إسرائيل، وهي الرابح الأكبر، فقد حررت أراضيها المحتلة، واستعادت سيناء، لكن إسرائيل طبقت حكاية الدب مع الشاة والبقرة، فقالوا له: لماذا أكلت البقرة قبل المعزاة؟ فقال لهم: لتعلم العنز أن دورها، قادم....
بعد15 عاما على إتفاقية كامبديفد 1978، جاءت شركت لحمامة، إتفاقية أوسلو وإعلان المبادئ بين السلطة الفلسطينية، وإسرائيل.
توالت التصدعات العربية، والإتفاقيات السرية والعلنية بين الأقطار العربية من المحيط الى الخليج.
سقوط غصن الزرافة جاء عند سقوط بغداد والمد الإيراني،والتركي و ظاهرة الإرهاب والفوضى الخلاقة، فقضي على القومية، والأنظمة العنيدة لإسرائيل، وأصبحت الأخيرة هي الحامي للأنظمة من الثورات الشعبية.
لم يعد لمقاطعة إسرائيل من معنى، طالما أن الوفود الإسرائيلية تصول وتجول في الدول الوازنة، الفاعلة في الجامعة العربية، وطالما أن الأنظمة العربية تحصن أنفسها بالتكنولوجيا الإسرائيلية.
وقبل أن تسقط ورقة التوت بتوقيع دول الخليج علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، دخلت دول الأطراف على خط التطبيع قبل زمان الهروة، لجأ ولد الطائع الى إسرائيل ليتنفس الصعداء أكتوبر سنة 1998، وأقام علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني.
مسلسل التطبيع والهرولة وطعن القضية الفلسطينية في الظهر أخذ منحى خاصا اليوم 23/10/2020 في الخرطوم موطن اللاءات الثلاثة، تقبر اللاءات الثلاثة، بتوقيعها إتفاقية تطبيع وإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل!
المفارقة أن هذه الإتفاقيات أغلبها مابين شهر سبتمبر، وشهر اكتوبر.
تطبيع السودان والإمارات العربية المتحدة والبحرين وسلطنة عمان للعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ،سيغر معادلة الإقتراع في الولايات المتحدة الأمريكية حيث سيزداد سهم ترامب أكثر من بايدن ولأسباب متعددة منها دعم الجالية اليهودية لدونالد ترمب، وحصول الأخير على 350 مليون دولار من السودان كتعويض لعمليات إرهابية ضد المصالح الأمريكية خلال العقود الأخيرة.
مهما يكن، فإن السلام، لايأتي من واشنطن، حتى ولو طبع العرب جميعا، السلام يأتي بإتفاق أطراف النزاع العربي، الإسرائيلي في فلسطين، ولن يكون السلام إلا بتحرير الأراضي العربية المتحدة، غير ذلك مضيعة للوقت، وأكثر منه إنتصار معنوي لإسرائيل على حساب أعدائها العرب، في كل إتفاقية تطبيع عاجز يحكلي الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز الذي جرف السفارة الإسرائيلية في نواكشوط، وحول مكانها الى ركام، فهل سيكون قطار التطبيع مع إسرائيل بداية ثورات التصحيحية؟