الوحدة الوطنية ومكافحة آثار الرق " قراءة خاصة محمد ولد سيدي كاتب ومدون

سبت, 10/17/2020 - 23:20

القديم لم يعد موجودا، وإذا وجد منه طلل، ، فإنه يدخل في نوادر الأشياء، ولايختلف عن آثار الحضارة الفرعونية، الطراز الموجود اليوم من الرق، في الدول الكولونيالية خاصة، والولايات المتحدة الأمريكية، وفينا نحن، هو آثار الإسترقاق، التهميش ،وعدم التوازن في تكافؤ الفرص، ليس في التعيينات وحدها، فحسب، بل في توزيع الثروة، والبرامج التنموية ، ويدخل في هذا القروض الممنوحة لحملة الشهادات ، وصناعة رجال الأعمال، فهل يملك أحد الأرقاء السابقين، بنكاً مثلاً،أو عين إطارا منهم على مؤسسة البنك المركزي منذ الإستقلال الى الآن؟
لست من الذين يحبون الخوض في هكذا مسائل مثيرة، ولكن ندوة حزب UPR اليوم، الوحدة الوطنية ومكافحة كافة أشكال الرق، فرضت علي أن أدلي بدولي في هذا الصدد، عبودية العصور الغابرة لم تعد قائمة في هذه الربوع، إلا أن أعمال أبناء الأرقاء السابقين، المدفوعة الثمن، والأجر، ليس للأسياد الأصليين، ولكن لعامة الناس، بما فيهم أثرياء من الأرقاء السابقين، أما من يطلق عليهم تجمعات آدوابة، ونمط عيشهم، و وإنتشار الجهل في صفوفهم، والمرض، وقلة الأطر فيهم، فضلا عن افتقار العديد من تجمعاتهم الى الخدمات الأساسية، فإنه يدخل في صميم الموضوع، أي أن المسافة الفكرية، والتنموياتية، بين مكونة الأرقاء السابقين، من " لحراطين " خاصة، وتجمعات اسيادهم الأوائل شاسعة جدا.
أعتقد أن خطابات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، لم تخلو من مكافحة الغبن والتهميش، واستحداث برامج تقرب الهوة......الشاسعة بين السيد والعبد على حد قول هيغل، ستقوي اللحمة الإجتماعية، وتعزز الوحدة الوطنية....
إن الإختلالات الجيو إقتصادية و إجتماعية بين الطبقات الغنية والفقيرة فضلا عن السلمية الإجتماعية، أدت الى تصاعد الخطاب المتطرف، وغذت الفئوية أكثر من أي وقت مضى، ولكي ينتشل المجتمع من تلك الإختلالات البنيوية التي تتصاعد بشكل صاروخي ليفرض على النخبة الحاكمة أن تبحث عن الحلول وليس بالأقاويل والتنظير، فالفلسفة المتبعة لم تؤت أكلها بعد وتحتاج الى أن تنضاف إليها جرعات أكثر فاعلية، وأكثر عطاء، نعم لايوجد استرقاق، ولكن التوزيع العمراني للعاصمة نواكشوط،الرياض مثلاً، وأحوال تجمعات آدوابة، ونسب الكوادر البشرية من الأرقاء السابقين في المؤسسات الوطنية المدنية مثالاًحيا لواقعنا المعاش، كما نراه، ويراه غيرنا، وعندما نتحدث عن تكافؤ الفرص، فإن كوادر مسقط رأسي وجدوا حظهم من الإقصاء والتهميش، رغم وجود كل الإختصاصات الأكاديمية ...
لايوجد استرقاق للمتاجرة، ولكن توجد مخلفات ضحيتها المتعلمون من الأرقاء السابقين أولاًوأخيرا...