السنة الأولى- محمد ولد سيدي

أحد, 09/06/2020 - 13:04

يقول روس بروث :
عندما أقوم ببناء فريق، فإني أبحث دائما عن أناس يحبون الفوز، وإذا لم أعثر على أي منهم، ،فإني أبحث عن أناس يكرهون الهزيمة.
السنة الأولى هي أصعب سنة عند أهل التربية، وهي الأختبار الأول لكل رئيس.
إنها سنة تنفيذ الوعود، وتجاوز الأخطاء، والإختلالات المعيقة للنجاح والتقدم، ولكن مقياس ذلك النجاح يبدأ بالفريق الذي إختاره الرئيس، هل من بينهم من تلطخت أياديهم بالفساد؟
هل من بينهم أصحاب فضائح في الحكومات السابقة؟
هل من بينهم من فشل في تسيير مشروع ما ،أو قطاع ما ؟
إن وجود أي شخص سبق وأن فشل في التسيير الشفاف، معيق للبرنامج الواعد، فالإصلاح والفساد، لا يجتمعان.
المهم أننا لم نذهب بعيدا عن عشريةالنهب ،والمشاكل الجوهرية مازالت تراوح مكانها ،في الطاقة والمياه واللحمة الوطنية، وتدني الأجور، ومشكلة الصرف الصحي،بصرف النظر عن المعضلات الكبرى، التعليم، والزراعة، والصحة.
صحيح وقعت مصالحة، مع القوى السياسية والحركات الحقوقية التي بايعت طواعية وعقدت الآمال الى جانب الأغلبية التي إنتخبت رئيس الجمهورية- وإن كانت بنسبة ضئيلة - فإن القاسم المشترك بين الموالاة والمعارضة اليوم هو القضاء على الفساد والمفسدين والعمل على بناء دولة المؤسسات.
ثغرات ..المرجعية و المدرسة الجمهورية وكورونا :
كما أسلفنا لم نذهب بعيدا عن أدبيات العشرية، وشغل الشارع فيما لم يرفع من القدرة الشرائية للمواطن، أو يحد من أسعار المواد الغذائية والمحروقات، فانشغل الشارع في مرجعية الحزب ستؤول الى أي المحمدين، ثم في مؤتمر الحزب- ولم تتماشى والمعايير المعروفة- لوائح جاهزة معدة سلفًا .
واكب مؤتمر الحزب مطبة المدرسة الجمهورية التي لم تبدأ،وأهل الإختصاص أدرى بذلك، وغياب الكتاب المدرسي، ووقفات الأهالي أمام الرئاسة والإدارات الجهوية للمطالبة بالمدرسين خير دليل قبل أن تظهر جائحة كوفيد للوجود.
إنقضت سنة كاملة بوزيرين للتعليم، لقاءات مشتركة، خرجات مشتركة، أوراش مشتركة، والنتيجة عودة زينب الى عادتها القديمة، دمج الوزارتين، والمفارقة أنه حتى في ظل كورونا الأوراش تكاد تكون يومية، والأخطر والأدهى هو إستئناف الدراسة في فصل الخريف مما حال دون التحاق العديد من المدرسين بمؤسساتهم والإمتحان في منتصف الشهر بغض النظر عن عدم جاهزية الكثير من المؤسسات التعليمية للإستغلال...
إنها المهزلة، حقيقة..
لا أحد أكثر منا ولاء، لا للوطن، ولا للرئيس، ولكن، تضليل الرأي العام، واللعب على عقول الناس، مسائل تذكر بعهود، أيها الشباب إنكم بطبيعتكم...مازال يخطر ببالي...
لم نذهب بعيدا عن العشرية، ولا الثلاثينية،السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، مازالت أمامكم فرصة، فعل إجراءات الرقابة، والتفتيش، عاقب من خانوا، وشجع من نجحوا في تأدية الواجب الوطني، ولا مجال للعجز المبكر.
في العشرية المنصرمة تحدثوا عن فوترة قلم إشنيدر ب1000أوقية، بينما هو في إعوينات ازبل ب 100مائة أوقية! كما تحدثوا في بحر سنتكم المجيدة عن فوترة " مغسل " ب 9000أوقية بينما هو في سوق سوسيم ب 1000أوقية!!
مشاريعكم سيدي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، بناءة، وتعكس تطلعات الشعب، ولكن، العبرة في الشفافية ونزاهة المسيرين.
كواليس كورونا:
في الوقت الذي عمت فيه جائحة كورونا بلدان العالم قاطبة، كانت السنة الدراسية على وشك إمتحان الفصل الثاني، حالة واحدة كانت كفيلة بإعطاء عطلة خمسة أشهر، وتعطيل كل شيء، والمفارقة أن تستأنف الدراسة ويحدث التعايش مع الفيروس ووزارة الصحة تسجل بين الفينة والأخرى العشرات يومياًّ،تتخللها وفيات أحيانا أخرى، رغم كفة المتعافين من الفيروس .
أخف الضررين، كان إجراء الإمتحان الثاني في وقته، والتجاوز التلقائي لغير المترشحين للإمتحانات الوطنية، وإجراء المسابقات الوطنية في وقتها المحدد سلفا، كما فعلت أغلب الدول، أو تطبيق معدل الإمتحانات للتجاوز للسنة القادمة،والإفتتاح الآمن بعد موسم الأمطار،
إنه إستئناف متعطل، أقرت بها الوزارة، أو لم تقر، فإن الوسائط الإجتماعية، أثبتت ذلك، و103 من المدارس في الحوض الشرقي وحدها كفيلة بإظهار مهزلة العودة الآمنة في فصل الخريف.
خلاصة على وقع اتوامرت المدن:
ونسون تشيرشيل أعطى المثال الحي في النجاح، في جملة واحدة، بالجهد المتواصل ،وليس القوة أو الذكاء، إختيار الأشخاص الأكفاء، و عقوبة المفسدين، والإبتعاد عن أساطين الكرنفالات، والإستثمار في العقول،هي أبرز سبل الولوج لمأمورية ثانية، غير ذلك مهما كان حجم الخطط، والأموال المرصودة لها فإن النجاح لن يحدث بوجود أشخاص عجزوا عن تنمية دولة غنية خلال العقود الماضية.
إن 241 مليارا تنضاف الى 45 مليارا لصندوق كورونا دون حساب الميزانية العامة للدولة ليبعث الى الأمل مع قلق في حسن التسيير ،وعلى وقع اتوامرت نواكشوط والمدن الداخلية أصبح من الضروري الإسراع في صرف صحي حقيقي في جميع الولايات الداخلية والعاصمة، مع تكثيف إجراءات الرقابة والعقوبة، عندها فقط يمكن لتعهداتي أن تكون.!