الدكتور السعد ولد لوليد يكتب..الحقوق السياسية والفعل المعارض..ليس حكرا أو وراثة

أربعاء, 08/12/2020 - 18:49

ثلاثة مواقف جعلتني لا أثق مطلقا فيما يطلق عليه البعض المعارضة التقليدية و أطلق أنا عليه خليط المعارضة ؛ الاسرية و الجهوية و القبلية و المغاضبة.
الموقف الأول/ حينما كنا في العام 92 في إتحاد القوى الديمقراطية قاب قوسين من إكتساح ثلثي البرلمان ليفاجئنا موقف الرئيس أحمد ولد داداه و مجموعته بضرورة المقاطعة و ترك الحبل على الغارب للحزب الجمهوري مسيطرا طيلة 21 سنة على البرلمان و المشهد السياسي في موقف أناني يختزل العمل السياسي و الفعل المعارض في شخص الرئيس ولد داداه و الهدف بموصوله لسدة الحكم أنذاك و حتى اليوم بالنسبة للبعض .
الموقف الثاني/ حينما تم الانقلاب على الرئيس المنتخب و لد الشيخ عبد الله طالعتنا زعيم المعارضة يومها و حزبه وحاضنته الجهوية و الأسر المكونة لحزبه بدعم الإنقلاب و الإصطفاف مع محمد ولد عبد العزيز على أمل أن يسلمهم السلطة بعد إنتهاء فترته الإنتقالية في سابقة فجة و خطيرة في العمل الديمقراطي و لمن يدعون الديمقراطية و لم تتأخر الاحزاب الأخرى ( التقدم و التواصل و حاتم ) في طعن الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية و الرئيس المنقلب عليه و قتها ولد الشيخ عبد الله و الجماهير المناوئة للإنقلاب التي صمدت الأزيد من سبعة أشهر في سابقة من نوعها في موريتانيا و إفريقيا لمواجهة الإنقلابات .
حينما ذهبوا إلى حوار داكار و حكومة مؤقتة لمدة أربعين يوما و إنتخابات محسومة سلفا دون ضمانات لا لشيئ فقط سوى تلك الأنانية و الجشع الذي يسكنهم و بثقافة تقاسم الكعكة و المناصب بعد أن خيل إليهم أنها باتت ناضجة للقطف و كانت النتيجة فوز الرئيس الأسبق و لد عبد العزيز و سحقهم" و قصة الباء الطائرة و المعارضة الناصحة و تحالف تواصل و UpR في إنتخابات مجلس الشيوخ و عودة الجماعة إلى ساحة إبن عباس و أغنية جديد و رحلة الفنادق و البيانات و الرحيل .. إلخ "
الموقف الثالث / حينما طالب النظام السابق بحوار وطني شامل 2016_ 2018 تداعت له كافة الاحزاب و النخب الإجتماعية و الثقافية كانا تلك ( المعارضة ) تطالب بحوار سياسي في غرف و مطابخ و مخابز مغلقة لكي تحصل على مبتغاها بعيدا عن أعين جماهيرها التي أنهكها الإستغلال و الإستنزاف بشعارات جوفاء بعيدة كل البعد عن ما يطرح في الغرف المعتمة و قاطعت الحوار بعد أن توجهت إليه أحزاب و شخصيات و رموز يطرحون هموم الشعب و مشكل العدالة الإجتماعية و التنمية و كانوا وقتها يرددون في أوساطهم الخاصة و في المسكوت عنه بأن سبب مقاطعتهم الغير معلن و رفضهم لنتائج الحوار هو أن الرئيس الأسبق ولد عبد العزيز و حزبه و أغلبيته كانت تتحاور مع ( شمن لعبيد : أي بيجل و مسعود و بلال ورزك نحن و غيرنا من الحركات و الشباب الإنعتاقي ) .
لذلك تراهم اليوم يلتحقون بنفس المركب و نفس المنظومة دون حوار و لا ضمانات معلنة و لا إلتزامات مكتوبة فقط لمجرد الاتصال بالرئيس المنتخب و اللقاء معه و تعيين أفراد من هذه الأسرة و ذلك الحزب في كابنته الرئاسية او توصيات لجهات أخرى ( تآزر و مفوضية الأمن الغذائي و صندوق كورونا ) بضرورة التعاطي معهم فوق الطاولة و تحتها بتصرف في ما بات يطلقون عليه تطبيع المشهد السياسي.
# إن معارضة هذه حالتها و هذا هو ديدنها ليست جديرة بالإحترام و لا تمثل الفعل المعارض و ليس لها و لا لأتباعها الحق في الخوض في حق الآخر أيا كان سواء كان (رئيس أسبق أو مفسدا أو سارقا أحمر) في ممارسة العمل السياسي .
مالم يصدر بحقه حكم قضائي بحرمانه من حقوقه السياسية و المدنية و هو ما يتنافى أذا صدر مع دولة الحريات و الحقوق المدنية و السياسية التي ننشدها و تقوضها للأسف ما يسميه البعض تجنيا على الديمقراطية بالمعارضة الراديكالية.
و نطلق نحن عليه ( فلول حزب الشعب و الهياكل و الجمهوري و الكدحة المبلولة و مغاضبات القبلية و الجهوية) .
# المعارضة فعل نقد و تأثير و ليست سلم للوصولية (و مشارية)

القسم: