العاشر من يوليو..بداية مسار ونهاية حقبة - محمد ولد سيدي

اثنين, 07/13/2020 - 18:55

أن نكتب عن 10/7/1978 ،يتوجب علينا أن نتطرق الى سياق المرحلة، و الحكمة في الدوافع والأسباب التي أدت الى نهاية حكم المدنيين.
كانت حرب الصحراء هي أكبر خطأ، وأجرا قرار إتخذه الرئيس المؤسس المختار ولد داداه رحمه الله، فالدولة يومها حديثة عهد بالإستقلال، ومازالت في طور النشأة، وحتى وإن كانت قواسم مشتركة تدعو للإلتحام بين مسمى جامعة البيظان في أقصى الشمال الغربي الى أدنى نقطة في الجنوب الغربي من حدود السنغال، فإن إستخدام القوة في فرض الوحدة لم يكن أفضل الحلول، بصرف النظر عن قدرات الدولة المحدودة آنذاك ،مقارنة بقوة الدول المتاخمة شمالاً، المملكة المغربية، والدولة الجزائرية،وبالتالي كان إنقلاب 10/7/1978 مبرراً ،وكانت بداية لمرحلة أخرى، كانت حبلى بالتطورات، الجيوسياسية و إجتماعية ،ولكن، هذه المرحلة ،مرحلة الصدامات القوية بين الحركات القومية العربية والفرانكفونية و الحر والتيار اليساري، كل التنظيمات الثورية ،فرضت وجودها في ظل حكم العسكر من 1978الى 1990 م وقدم أصحابها تضحيات جسام من أجل بناء دولة عصرية على غرار الدول التي خطت خطوات في التنمية بجميع أنواعها.
التعددية السياسية ونكسة الحكم المدني :
لما انتهت الثنائية القطبية بسقوط جدار برلين وإنهار الأتحاد السوفييتي، وسيطرت الرأسمالية ،فرض الغرب التعددية السياسية، على مستعمراته، فيما يعرف برياح الإصلاح، فأضاف العقيد معاوية ولد الطائع أكثر من عقد في القصر الرمادي ،تواصل حكم الجيش في المرحلة الإنتقالية من 2005الى 2007 حيث تم إنتخاب أول رئيس مدني هو سيدي ولد الشيخ عبدالله، ولكن، حراك النواب ضده والصراعات العميقة أماتت حكم المدنيين في المهد، حيث إنقلب ولد عبد العزيز عليه في 5/8/2008 ودخلت البلاد مخاضا عسيرا بين المدنيين والعسكريين، انتهى بتنظيم إنتخابات رئاسية كانت مخرجات مفاوضات برعاية فرنسا والسنغال والأتحاد الإفريقي فاز فيها ولد عبد العزيز وحكم عهدتين وزيادة حتى سلم الحكم لولد الغزواني الذي شهد معه جميع المشاهد...
مشاكل ومعوقات..
على الرغم من أن المدنيين حكموا 19سنة 18سنة أمضاها المرحوم المختار ولد داداه و سنة واحدة أمضاها ولد الشيخ عبدالله و40سنة من حكم المجالس العسكرية و أنظمة خلفياتها عسكرية، فإن الدولة الغنية بمواردها المتنوعة تعاني من فساد مستشري حتى النخاع في المجتمع وهذا المرض الإجتماعي هو أم الكوارث، فلا السمك و الحديد حققا نهضة إقتصادية، ولا الذهب والنفط والثروة الحيوانية والأراضي الصالحة للزراعة حققت الأهداف المنشودة، والأخطر من هذا، وأمر،تنامي الخطابات الرجعية، و صعود الشعبوية بفعل الفوارق الإجتماعية، حتى أصبح من المألوف التشظي المجتمعي تمفصلياًّ،وجهوياًّ في الإستهلاك اليومي، قبيلة كذا، حراك لمعلمين، العبودية، الميثاق، إيكاون،مهرجانالسونوكى،دون أن تنسى حركة إفلام .
إحتواء..
بإستطاعة هذه المواليد الجديدة أن تندثر من الخطاب السياسي، إذا ما قضي على الفساد الإداري، وحققت الدولة نهضة شاملة إقتصادية و إجتماعية وثقافية ولن تتحقق النهضة إلا بمحاربة الفساد ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، عندها سنلملم جراحنا، ونحصن بلدنا أكثر فأكثر، من الصراعات والفتن التي تطوقنا من كل جانب ففي الشرق بركان الحرب الأهلية في مالي ودول الساحل وفي الشمال الإضطرابات في دول المغرب العربي...