الفساد والإصلاح في ظل العهد " التحرير اركيز إنفو

اثنين, 06/29/2020 - 09:57

المقاربة الحقيقية لمحاربة الفساد بدون هوادة هي محاسبة كل المفسدين سواء في العشرية المنصرمة، أو العشريات ما قبلها، فالفساد لا يتمثل في إختلاس الأموال الطائلة، بل في توقيع الأتفاقيات المجحفة بالأقتصاد الوطني، والتعيينات التي تقوم على أساس المحسوبية، وتكريس الجهوية، والأسرية، والقبلية في إدارة واحدة، أو وزارة واحدة، أو مشروع واحد، وتعيينات من جنس واحد...
الفساد كلمة فضفاضة إذا أردنا أن نقضي على مخاطرها وخطورتها يجب أن نشخصنها التشخيص الصحيح حتى نستأصلها من جذورها .
العشرية المنصرمة وقع فيها فساد غير مسبوق وفق ما تم تداوله ونشره من قبل الجهات المختصة، ولم تسلم منه وزارة ولا بلدية ولا مؤسسة ومع ذلك فقد وقعت مشاريع كبرى ظاهرة للعيان ستتوارثها الأجيال تضاعف عشرات المرات المشاريع التي قيم بها من الإستقلال الى غاية 5من أغسطس 2008.
رأينا معاهد وكليات ومشاريع زراعية ومطارات تم ترميمها وأخرى شيدت وربط معظم المدن والمحافظات الداخلية التي عانت من إهمال في غابر الحكومات المتعاقبة كما وقعت ثورة في المياه وتمت كهربة مدن عدة
على السلطات الجديدة التي تحمل شعار " الإصلاح " و محاربة الفساد أن تضع الميسم على الجراح كما وعدت، ف محاربة الفساد تعني " الغربلة " الشاملة، تفتيش كل القطاعات، ونشر التقارير للراي العام، ومحاسبة كل المتورطين، كما تشمل كل الذين تورطوا في فضائح ليس في زمن العشرية الأخيرة فحسب، بل في العهدات السابقة عندها ندرك جميعا معنى محاربة الفساد، كما أدركنا معنى العهد في التصدي لفيروس كورونا والخطط التي قيم بها لصالح الفئات الأكثر هشاشة.
كلما اتسعت دائرة محاربة الفساد فإن الشعب الموريتاني سيتذوق طعم ثرواته و سيتسلق قطار النمو والتقدم كباقي الدول والشعوب التي أخذت مكانة محترمة في الساحة الدولية.