اركيز قبل الكارونا- محمد ولد سيدي

أحد, 03/15/2020 - 19:21

أعتقد أن أهل اركيز لم يسمعوا عن النضال قط، قبل رئاسيات 2019 ،غير ذلك، مجرد هواة، أو محاكاة للنضال سرعان ما يختفي أصحابها من الوجود، ورغم أنها المقاطعة الوحيدة التي تحسم نتائجها في الإنتخابات الأهلية لصالح حزب الدولة، إلا أنها أكثر مقاطعات ولاية اترارزة تهميشاً،لكوادرها، وساكنتها، خاصة منطقة شمامة،مقاطعة إركيز الآن بدون وزير، ولها أمين عام وحيد ، في الوقت الذي توجد فيه ثنائية لبعض المقاطعات أقل عشر مرات من مقاطعة الركيز.
صحيح بدأ المهمشون يشعرون بالغبن، ولم تغرهم آخر موضات السيارات، وملايين الأوقية وقت الحاجة، إبان الإنتخابات الرئاسية الماضية، وهذا إن دل على شيء، فإن سكان الأدغال قالوا كلمتهم، وبعثوا برسالتهم الى الجهات المختصة.
مقاطعة الركيز، أغنى مقاطعات البلاد، وهي زراعية ورعوية، ذات كثافة سكانية، كوادرها كثر،،،
أعتقد أن الوعي بدأ يتسير في عروق المهمشين سير الدم في العروق،،
أن تصوت شمامة لغير مرشح الحزب الحاكم، فذلك من علامات الساعة، وشمامة 1990 هي نفسها شمامة 2019، فقر ومرض و تهميش وجهل رغم وجود كوادر ليسوا بالقلة في اركيز المدينة، والتيشطيات، وأم القرى، وبكمون، وقرى أخرى ...
سيقول بعض المطبلين، توجد مدارس، نقول لهم، نعم توجد مدارس، لكن معظمها بلا مدرسين، أو مغلقة الأبواب، وأكثرها متهالك، إنها حدائق أطفال للكبار فقط، وأكثر الحالات لايذكر أهل شمامة إلا مع ميلاد حفنات المتعاقدين، أما عن الصحة فشر مجال يذكر.
الزراعة فردوس إقتصاد ساكنة شمامة، حدث ولا حرج في الفساد ،وتركيع السكان الأصليين، فقد شهدت منطقة شمامة غزو من رؤساء أموال ولايات الشمال، والشرق الذين لم يسمعوا عن الباعوض والنمل الشديد اللدغ، وذلك منذ تسعينيات القرن الماضي الى كتابة هذه الأحرف، ناهيك عن العبث بمشاريع الإستصلاح الزراعي في الضفتين الجنوبية والشمالية من بحيرة الركيز وتتمركز في منطقة مركز انتيكان الإداري ومركز لكصيبة 2 و منطقة الجزء الشرقي والغربي من الجزء الشمالي 12/12و لكليلة و معاد...
عشرات المليارات ذهبت أدراج الرياح خلال العشرية المنصرمة....
الفساد في الزراعة، وساكنة الركيز وجدت حظها من فساد المشاريع المستصلحة، كما وجدت المقاطعة حظها من تهميش من ظلمهم التاريخ، وتجاهلتهم الأنظمة المتعاقبة ،المياه نادرة، و الكهرباء معدومة في تجمعات آدوابة، و التعليم يحتضر، والصحة في تردي مستمر قبل كارونا، فمابالكم في عهد الكارونا.