النزال ..في زمن التطبيع- "" قراءة خاصة ""إركيز إنفو

ثلاثاء, 02/18/2020 - 00:03

لنفكر في إستراتيجية وطنية تمكننا من خلق مواطنة سليمة قائمة على أسس الوطن الجامع لكل المكونات على غرار ماهو واقع في جنوب النهر وفي الشمال المغرب والجزائر مثلا، فالمغربي، أيا كان ،يقول: أنا مغربي، والجزائري أيا كان، يقول: أنا جزائري، أما في بلاد الشعر، والثروات، فالإنتماء للقدم الإجتماعي، قبل الوطن الأم ، القبيلة / الجهة ،اشريفي، عربي، حرطاني، امعلم، إيكيو، بصرف النظر عن الجهة، و المنطقة ،فالتصنيف البنيوي، التراتبي، سوسة تنخر الجسم المؤسساتي .
لقد سئمنا من الصراعات الجيو سياسية وإجتماعية التي لم تعط حلولاً لمشاكلنا المتعددة.
لا تبالغوا في تعاطي قادة المعارضة الراديكالية بمختلف مشاربهم الفكرية مع العلمانيين، فاليسار عندنا، ليس هو اليسار، الذي غير مجرى التاريخ، في أوروبا ، و الشرق الأوسط، وبلدان آسيوية، وأمريكا اللاتينية، فقد ظلوا عاجزين عن اختراق النظام الهرمي في المجتمع التقليدي حتى مات اليسار، وإندثر ، والإسلاميون ، عندنا، منزلة بين المنزلتين،وفي الوقت الذي كان يجب أن يتبين فيه الخيط الأبيض من الخيط الأسود في مثل هكذا أجواء، مسك منظرواهم، العصا من الوسط حتى لا يقال متزمتون ، والمفارقات أن يأتي مشعل يسار اليسار، ويحمل خطاب التيار الإسلامي المحافظ .
لقد أتت أكلها ،كرامات الشيخين، ولم يبق إلا توقيع بروتوكول جماعي لما تبقى من المعارضة ، بروتوكول يعلنون فيه الإنضمام إلى الأغلبية، ومن ثم يكتمل المشوار، ويتعزز التناقض، فالتعديلات الدستورية التي رفضواها، في عهد ولد عبد العزيز، اعترفوا بها ضمنيًّا ، في صولاتهم، وجولاتهم، من خلال تنافسهم الشديد، و مزاحمتهم لقادة الحزب الحاكم، والموالاة الداعمة في إلتقاط الصور في المناسبات الرسمية ، ك مهرجان شنقيط، و عيد الإستقلال الوطني،فلا النهب الذي أقرته الحكومة الوليدة، حرك خواطرهم، ولا الأسعار، وأزمات المياه، ونقص طواقم المدرسين، و إرتفاع أسعار الأدوية، هز مشاعرهم، إنهم في الطابور ينتظرون مناصب إدارية، ألم يقفوا للنشيد الذي رفضوا التصويت عليه، ألم يحضروا رفع العلم الذي قاطعوا التصويت عليه؟ ألم ينافسوا على الجهة التي انتقدواها...؟
أما حزب التكتل، فإن تبعات الإنتخابات الرئاسية الماضية، أصابته ب حمى الصمت، و جعلت قادته، وقياداته، و أتباعهم يأخذون قسطاً من الراحة، عسى أن توصلهم للأسباب التي جعلتهم يتذيلون قوائم المترشحين للرئاسيات في الوقت الذي كان الحزب هو الناطق باسم المعارضة، علاوة على تأثير الوزير الأول اسماعيل ولد بدة ولد الشيخ سيديا الذي ينحدر من نفس الجهة، وبالتالي فإن المرحلة هذه، مرحلة التطبيع بإمتياز، تطبيع المعارضة الموريتانية مع النظام الجديد، وتطبيع الدولة العربية مع إسرائيل، والأيام بيننا.
مايجب قوله، أن البلاد في حاجة ماسة الى جميع أبنائها، والمرحلة ، لا تستوجب الشحن، والحال أصعب مما نتصور ،في التعليم، في الصحة، في المياه، في الأسعار، فقبل أزمة العلمانيين، كنا، ومازلنا، نعيش أزمة إقتصادية خانقة، توازيها، أزمة إجتماعية، وأزمة هوية، وأزمة مثاقفة فماذا عسانا أن نفعل ، مجتمعون، وماذا عسانا أن نفعل، ونحن في شتات، تحفنا الأزمات السياسية من كل حدب وصوب، أزمة الصحراء الغربية، وأزمة مالي، وأزمة ليبيا، والأزمة الخليجية ...
على علمائنا الأفاضل، الذين لم يتكلموا عن أحداث الساعة ، وعلى ساستنا ، وعلى أصحاب الرأي، وخلايا الحزب الحاكم، والموالاة، أن يشخصوا الأسباب والدوافع التي أدت بهؤلاء الشباب والمسنين أن يخرجوا عن جادة الطريق، الحلول باللين والحكمة، قبل أن تكون بطرق أخرى أثبتت التجارب فشلها في أكثر من بلد، وأكثر من إقليم، وبالتالي فإن الحوار مع متشددي أهل القاعدة أثبت نجاعته، وجنب البلاد والعباد، معركة الكر والفر..
موريتانيا ، لا تتحمل التنافر، ولا التصدع، لذا، لابد أن نتعقل ،حتى نصل الى الهدف الأسمى .