التطبيع مع النظام الحاكم محمدة أحيانا ! محمد ولد سيدي كاتب ومدون

خميس, 02/13/2020 - 16:43

لاجدال أن المناخ السياسي مابعد ولد عبد العزيز تغير بشكل كبير وبدرجة 360درجة، إنفتاح و تشاور و لقاءات وحضور مناسبات رسمية في العاصمة نواكشوط و غيرها، المعارضة من أجل المعارضة، ليست هدفاً، والذوبان في حضن النظام، بأقل الأثمان هو الخسارة بعينها، ونهاية مأساوية تصل الى حالة الإنتحار السياسي، والأفول الى الأبد.
في حقبة ولد عبد العزيز، كانت الخصومة بين النظام والمعارضة على أشدها، كان ولد عبد العزيز وبطانته- وللأسف مازالوا يتصدرون المشهد - يرمون المعارضة بالخيانة والعمالة مع الخارج، مرة يوقفون، ويستجوبون، ويسجنون، وتغلق مؤسساتهم، وتصادر مقتنياتهم، ويمنعوا من تبليغ رسائلهم للرأي العام عبر وسائل الإعلام الرسمية، التي هي، في الأخير وسائل إعلام لكل الموريتانيين.
في المقابل كانت المحارضة تشجب، وتندد، و تكثف من الخرجات الإعلامية، والوقفات، وتفقه الرأي العام، بأخطاء الحكومة، وفشل برامجها، وسياساتها الخارجية، والتنموية.
اليوم لاخصومة، ولا تنافر، ولا أشياء ملموسة، تستوجب نسيان الفترة الظلامية السوداء، الفساد الذي كانت المعارضة تذكره، أكدته حكومة ولد الشيخ الغزواني، والمفسدون مازالوا طلقاء، وتعاد الثقة في بعضهم، ولم يطرأ سوى، فتح بعض الهيئات الخيرية والمحال التجارية المحسوبة على التيار الإسلامي...
وأخيرا فإن النظام و الإخوان خاصة و من يحسبون على المعارضة، إتفقوا من باب الصدفة على التقليل من الخرجات الإعلامية، أو عدم إجراء أية مقابلة في وسائل الإعلام الوطنية، فهل يعود الأمر الى تطبيع أحسن، يمهد لحكومة ائتلاف وطني تماثل حكومة ولد الشيخ عبدالله سنة 2008 م
التعايش مع النظام الحاكم محمدة، ويقود الى تنمية الإستقرار، والعمل سوية على بناء الدولة بسواعد مشتركة.
كان على الصقور المناوؤون للتيار الإسلامي خاصة في حكومة العهد والتعهدات وقبل ذلك في حكومة رئيس الفقراء أن يصفقوا لهذا العرس السياسي، وينشدوا القصائد، ويضربوا الدفوف على اعتبار أن البلاد تعيش أزهى فترة من الأستقرار والتفاهم في تاريخها الحديث...
الوطن فوق كل اعتبار///