الجهوية والفساد وجهان لعملة واحدة " قراءة خاصة "

جمعة, 12/13/2019 - 22:32

الجهوية داء إجتماعي ،،
والفساد داء إجتماعي،،
والجهوية والفساد وجهان لعملة واحدة ممثلة في تطريز الثالوث:
التخلف، والأمية ، وقلة النضج ،،،

و كثيرة هي المعضلات التي تحول دون خلق الوطن " الجامع " أولى المعضلات هي ما تواتر عليه الضمير الجمعي بالنسبة للإنسان الموريتاني خاصة من مجتمع البيظان ، فالهوية، الجهة أولا، ثم القبيلة، والهوية والولاء للوطن، يدخل في الدرجة الثالثة،،،
وعلى الرغم من وجود الدولة المدنية الحديثة، فإن جيل التأسيس، فشل في زرع الولاء للوطن، قبل الولاء، للجهة، والقبيلة معاً ، وبالتالي فإن الأنظمة المتعاقبة - وجلها عسكريا-لم تصقل الذهنية الوطنية من هكذا مرض معيق للوحدة والتنمية، وفي ظل الحكومات المدنية، أو الشبه مدنية، فإن ظاهرة الولاء للقبلية، والجهوية، تنموان أكثر، فأكثر، كلما أعلن عن جولة للرئيس في إحدى ولايات الوطن، وتتعزز هذه الظاهرة أيضا كلما قربت إنتخابات رئاسية، ويلاحظ الصراع القبلي، والتغلل القبليين في الذهنية الوطنية في كثير من الإدارات، والأسباب متعددة، وبإمكان أي مدير أن يمذرر، أو يعنمن، أو يكوررن، يجكجكن أية إدارة شاء، وتبقى أغلب مقاطعات البلاد لاوجود لها في أي قطاع.
مسألة الصراع بين أهل الشرق والكبلة مسألة قديمة وأكثر هي في الحكايات الشعبية، لكنها للأسف أصبحت من الموروث الشعبي " السلبي " ،،،
حان الوقت لبناء الشخصية الوطنية الجامعة النظيفة من الولاء الجهواتي والقبلي...
إن أمة، تعتز بالجهة والقبيلة، في الألفية الثالثة، ستبقى في آخر ركب الحضارة، وستظل كذلك مهما أخرجت الأرض من كنوزها، ومهما قذف البحر من أحشائه،،،
محمد ولد سيدي كاتب صحفي

القسم: