المعارضة..وقصة الأسد و الثيران الثلاثة- محمد ولد سيدي

سبت, 12/07/2019 - 12:54

ذكرني بيان المعارضة الموريتانية اليوم بإلغاء المسيرة التي كانت قد أعلنت عنها للمطالبة بالتحقيق في صفقات مشبوهة في عهد الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، بقصة الأسد و الثيران الثلاثة.
حل قحط شديد، فقل العشب، وندرت المياه، فأنزوى ثلاثة ثيران مختلفة الألوان، أبيض و أحمر و أسود، كان الأسد يترصد الثيران الثلاثة، ففكر في حيلة يأكلهم بها دون أن يكلفه ذلك كبير عناء، فأنزوى بالأسود، ثم بالأحمر ، قائلا: لون الثور الأبيض خطر عليكم ، لأن الأعداء سيرونكم ، وحذره من مخالطة الأبيض والأحمر،....ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺍﻷﺳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﻣﻌﻲ ﺃﻥ ﺻﺪﻳﻘﻚ ﺍﻟﺜﻮﺭ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻨﺎ ﺑﺎﻟﻠﻮﻥ، ﻭﻗﺪ ﻳﻌﺮﺿﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﺃﻥ ﻧﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ ﻭﻧﺒﻘﻰ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﻧﺖ ﺳﻮﻳﺔً ﺑﺎﻟﻠﻮﻥ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺍﻓﻖ ﺍﻟﺜﻮﺭ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻱ ﺍﻷﺳﺪ ﺑﺄﻥ ﻳﺪﻳﺮ ﻇﻬﺮﻩ ﻟﻠﺜﻮﺭ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭﻻ ﻳﺬﻫﺐ ﻟﻨﺠﺪﺗﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻧﻘﻀﺎﺽ ﺍﻷﺳﺪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻓﻌﻠًﺎ ﺗﺨﻠﺺ ﺍﻷﺳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﺑﻘﻲ ﺍﻟﺜﻮﺭ ﺍﻷﺣﻤﺮ .
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﺜﻮﺭ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻔﻘﻬﺎ ﺍﻷﺳﺪ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺳﺪ ﻭﺍﻟﺜﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻭﻣﺎ ﺁﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻭﺑﻘﻲ ﺧﺎﺋﻔًﺎ ﻣﺘﺮﻗﺒًﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺪ، ﻭﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺟﺎﺀ ﺍﻷﺳﺪ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻓﺘﺮﺍﺱ ﺍﻟﺜﻮﺭ ﺍﻷﺣﻤﺮ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺜﻮﺭ ﺍﻷﺣﻤﺮ : ﺩﻋﻨﻲ ﺃﻗﻮﻝ ﺷﻴﺌًﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﻠﻨﻲ ﻭﺃُﻧﺎﺩﻱ ﺑﻪ ﺛﻼﺛًﺎ، ﺃﻻ ﺃﻧﻲ ﺃُﻛﻠﺖ ﻳﻮﻡ ﺃُﻛﻞ ﺍﻟﺜﻮﺭ ﺍﻷﺑﻴﺾ، ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻗﺼﺔ ﺍﻷﺳﺪ ﻭﺍﻟﺜﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣﺜﻠًﺎ ﻳُﻀﺮﺏ ﺑﻪ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﻭﺉ ﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ .
ما أحوجنا الى الوحدة، والتعاضد، والأخوة والتماسك والعمل سوية، حتى نخرج من عنق الزجاجة، والفقر المدقع، وسوء التسيير، ونتخلص من ثقافة التلون، والتطبيل، المستشرية فينا حتى النخاع.
المعارضة سلمت نفسهاكالجندي" الأسير "للرئيس محمد ولد الغزواني بأقل الأثمان، وبالغت في الهرولة والتطبيع والتطبيل أكثر من الموالاة نفسها ، وكل واحد منهم، يتحرى مكالمة من مدير الديوان... علو، معكم مدير ديوان رئيس الجمهورية، نريد منكم أسماء ستتولى مناصب إدارية، في عدة قطاعات حكومية ...أهلا ، والله اللا حانون اشوي، نجتمعو، ونتورنو " فل ابك " إياك اعود ذاك امسكم ؤلايسبب مشكلة في الحزب " ...
مدير الديوان: ننتظر الجواب في غضون أسبوع ....
المعارضة: بإذن الله تعالى...
أخشى ما أخشاه على الرئيس محمد ولد الغزواني، أن يسير على خطى سلفه، اشغال العامة، كل فترة بقضية معينة، ومازالوا يغوصون فيها " ويرفدو ؤيطرحو ادجيهم قضية أخرى حتى انتهت العشرية بعيطة واخصومة ورضا وسخط وجحيم وخيبة وبطالة...السؤال المطروح:
ماذاجنت المعارضة من صولاتها وجولاتها ولقاءاتها في شنقيط و أكجوجت وفي القصر الرئاسي؟ لماذا توقف مسيرتها؟ لماذا لا تواصل الضغط على الرئيس من أجل التحقيق في صفقات مجحفة بالأقتصاد الوطني كإتفاقيات الصيد مع الصين و الأتراك والأتحاد الأوروبي، والهند و الإمارات العربية المتحدة؟
لا أحب المعارضة من أجل المعارضة، ولا الثنائية القائمة المعارضة و الموالاة؛ لكنني، أحب نظاما سياسيا، عادلا تشاركيا، صريحا مع شعبه ...
طوبى للرئيس غزواني على كسر الجمود السياسي بين النخبة الحاكمة والساعية الى الحكم ؛؛
أعاد أول رئيس شرعي منتخب ديمقراطيا الى الواجهة بعد قطيعة دامت عقدا من الزمن ، وهو من انقلب عليه، إنها بطولة حقيقة، دعاه، فاستجاب، فصافحه، وقبله، ومنحه صك الغفران.
جمع حكومات ولد الطائع وهيدالة وسيدي ولد الشيخ عبدالله وعزيز مع معارضاتهم تحت يافطة خيمة الإستقلال ؛ بينما يصول النائب بيرام الداه اعبيد في جهة أخرى من الوطن، يستقبل استقبال الرؤساء، وتفتح له خزائن بلدية نواذيبو، ويجتمع مع عمالها وينقل مشاكلهم، وهو المشكلة بالأمس، ثم يولي وجهه شطر المؤسسات الأخرى إسنيم والميناء والمنطقة الحرة،،
عدو اليوم صديق الأمس ، زعيم المعارضة والمعارضة، في الصفوف الأمامية في أكثر من مناسبة..
تصافح القادة، وتصالحوا، لكن الشعب ، الذي طالما حملوا، همه، في السراء والضراء، مازال يكتوي بنيران السياسات الرعناء، التي تنتهجها الحكومات المتعاقبة، بما فيها حكومة " العهد " ، ذلك أن الشق الإجتماعي مازال كما هو، و الشق الاقتصادي مازال كذلك، والشق السياسي تضخيم أكثر منه متجسدا على أرض الواقع...
جميل أن يتحد الجميع على المصالحة الوطنية، لكن المصالحة الوطنية، حفر لها في دياجي اكليب إندور في تيرس زمور ، فإذا ركن القادة عن محاسبة المفسدين في العشرية،وما قبلها ، فإن أولئك القادة؛ لا يمثلون الشعب في شيء، وعليهم أن يتنحوا، قبل أن يشرق، فجر التغيير...