المحاصصة ليست حلا والتدوير مخيب- محمد ولد سيدي

جمعة, 11/01/2019 - 11:32

الشرائحية ليست حلاًّ والتدوير مخيب ..
في مجتمع شرائحي؛ متخلف، ينهكه الفقر والعوز، لا تعد المحاصصة الشرائحية حلا؛ فقد تكون معظم المراتب السلطوية من الشرائح المغبونة، لكن ذلك لا يغير من المعادلة في شيء، تستفيد ثلة، ويبقى السواد الأعظم في جحيم، مع أن الغالبية العظمى من المجتمع بكل طيفه وطوائفه "مغبونة " ...
رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني قال من بين ما قال في خطاب الترشح وأثناء الحملة وأكد ذلك غداة خطاب التنصيب أن العدالة الإجتماعية هي ركيزة حكمه وعندما نقول العدالة الإجتماعية لا مجال للخوصصة والتمييز الإيجابي للطبقات المهمشة فالكل سيشعر بالإرتياح ويجد ذاته وفق ما هو مطلوب، وبما أن موريتانيا ليست خارج كوكب الأرض، فإنه بالإمكان أن يطبق فيها من تجارب الحكم الرشيد ما يعزز وحدتها واستقرارها وقوتها ويجعلها في مصاف الدول الرائدة في التنمية والتقدم وبالتالي فإن خطط السادة ليكوان يو ومهاتير محمد ولولا ديسيلفا وهوغو اتشافيز و بول كاغامى تكفي فدول هؤلاء العظماء أكثر منا تعددا في الأعراق والأجناس والديانات، مع أن لنا الأفضلية في وجود دعامات مساعدة على التماسك والوحدة والنمو، هذه الدعامات هي : وحدة الديانة، و كثرة الموارد الإقتصادية، فالدول الآنفة الذكر فقيرة أراضيها جميعا بإستثناء البرازيل و فنزويلا.
نعود الى موضوع العدالة، ورفع الظلم؛ فقد نال السود في جنوب إفريقيا الحكم، وحكم نيلسون مانديلا الحكيم، فلم ينتقم من البيض، ولم يشردهم، ورغم المساواة بين الجنسين إلا أن السود مازالوا يعانون من التخلف والتردي الأقتصادي، ومازال المجتمع متباين الى حد كبير، وإنشغل أحفاد مانديلا في جمع الثروة وتناسوا الأدبيات التي كانوا ينادون بها زمن لابارتايد، وغير بعيد عن جنوب إفريقيا الغنية، تعطي نيجيريا النفطية، والكونغو الديمقراطية ودول عربية غنية أكبر الأمثلة في الفساد وسوء التسيير.
ولئن كانت المحاصصة سلبية هاهي لبنان تنتفض ضدها إلا أننا ننصف الرئيس غزواني في المائة الأولى من حكمه، فالشعب دأب على التهميش بالمجمل؛ والوعود التي قطعها على نفسه أمام الله و أمام الشعب وأمام العالم لم يسلك طريقها بشكل قطعي ، إذ تعد نظرية " تدوير " الوجوه القديمة، أو إعادة الإنتشار بلغة العسكر سلبية، فهؤلاء سبق وأن خدموا في مختلف السلالم الإدارية، وأيادي بعضهم ملطخة بإختلاس المال العام، كان على الرئيس غزواني، ومازال يجب عليه أن يأتي بوجوه جديدة، فمثل هذه الوجوه التي اعتمد عليها ونظرية التدوير هي التي فشل أصحابها في الجزائر و السودان ولبنان والعراق ومصر في إرساء دول قوية قادرة على المنافسة والحضور في الساحة الدولية.
نعلم أن الكلام المعسول في الإنتخابات يملأ الفضاء، إلا أن الميدان شيء، وللكرسي طعم ينسي في كل شيء، ؛؛
لا للمحاصصة؛ لا للتدوير؛ فالشعب الموريتاني مليء بالكوادر، وآن الأوان لأن يترك العجزة مكانتهم للشباب ...
موريتانيا- متصالحة مع ذاتها- تجمعنا!!

القسم: