مدير موقع اركيز انفو محمد ولد سيدي يكتب..حواجز في وجه الإصلاح !!

سبت, 08/03/2019 - 12:53

لاجدال أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني شخصية توافقية إتفقت عليها أغلبية القوى معارضة و موالاة أولاً ، و الأغلبية من الشعب في الإنتخابات الرئاسية ثانيا ، و ما ينبغي أن ندركه جميعا، أن الشعب صوت للرئيس، و إختاره، عن طريق مجموعة من العلائق المرتبطة و المتشابكة و الصفات النبيلة، ساعدت كلها في تخطيه خلال الشوط الأول من الإنتخابات ك رئيس للجمهورية الإسلامية الموريتانية من بين عدة منافسين.
الآن، وبعد أن أصبحت الظروف مواتية للسيد الرئيس محمد ولد الغزواني ، فإنه يتوجب عليه، وقبل كل شيء تطهير الإدارة "و الشعب من ثقافة الإحتيال، ذلك أن عقلية الفساد مستشرية في المجتمع حتى النخاع؛ ولكي ينجح في الإصلاح، وتطبيق ما ينوي تطبيقه من برامج طموحة، و ناجعة، على الرئيس غزواني أن يعلن الحرب على بؤر الفساد، فالمصلح الإجتماعي، والقائد الفذ، لا ينظر الى الرعية إلا من زاوية واحدة، ومكمن مربط الفرس، هو الحساب و العقاب و مبدأ الشفافية و العدالة الإجتماعية بين القوي و الضعيف، وبما أن الحياة تجارب، فإن الرئيس المنتخب محمد ولد الغزواني، قد أخذ من الخبرة ما يخوله من تجاوز أخطاء أسلافه من الرؤساء السابقين، فالرئيس المنتهية ولايته، محمد ولد عبد العزيز إتخذ من محاربة الفساد شعارا في بداية مأموريته، ونجح الى حد ما، لكنه مالبث أن عدل عن ذلك الشعار، وأصبح يحيط " نفسه "بالمفسدين الذين أذاقهم نتاتة السجون، و عاد، تدويرهم، هنا ، و هناك؛ في مناصب سامية، بعضهم في الرئاسة؛ والبعض الآخر في قطاعات وزارية مختلفة، لينتصر الفساد آخر المطاف، عن طريق إستدعاء النيابة العامة لعشرات المدراء، والعمد، و المتنفذين مدانون بإختلاسات مالية، أياما قليلة قبل نهاية حكمه .
إن الإنتصار على الفساد، في المجتمعات المتخلفة يتطلب تضحيات جسام، و إرادة قوية، وصادقة، و مقاومة شرسة لمناوئي الإصلاح.
إن خطاب القسم الدستوري، وتوثيق الفوز، لا يقل أهمية عن خطاب الترشح، فالقواسم مشتركة، والرسائل مطمئنة للجميع، وتتماشى و تطلعات الشعب في العيش الكريم، والعدالة ، والتقدم، و الرخاء الإقتصادي ، والإجتماعي.
بيد أن تطبيق هذه البرامج على أرضية الواقع يحتاج الى معجزة، فالحكي بسيط، لكن الفعل "" أصعب"" ، ولترجمة الوعود ، يجب على الرئيس محمد ولد الغزواني أن يعيد النظر في خيرات البلاد التي ذهبت أدراج الرياح، برا و بحرا و جوا للصين والهند والإمارات العربية المتحدة و السنغال و استراليا عن طريق إتفاقيات طويلة المدى، لم تخلق إلا البطالة و التردي الأقتصادي ؛ ويتوجب عليه أيضا حل هذه الإشكالية :
دولة غنية بمواردها المعدنية، الحديد، والذهب، اليورانيوم، الفوسفات، النحاس، الملح ، الزراعة، الصيد،، وفقيرة في نفس الوقت، مع قلة تعداد السكان...
نلتمس خيرا في الرئيس محمد ولد الغزواني، ونؤمن، بصدق نواياه إتجاه الشعب؛ ولكن، الساحة مليئة بالألغام، و الحواجز المقيدة ، وبالتالي فلا مانع من خريف ساخن، يصعب التكهن بما ستسفر عنه السحب الداكنة و الفلسفات الغامضة.