المثقف الموريتاني..النضال والتكيف والإنبطاح- محمد ولد سيدي كاتب صحفي

اثنين, 07/22/2019 - 02:42

أن نكتب عن المثقف الموريتاني، يعني أن نتناول محطات و عذابات، و مسيرات، حافلة بالتجدد، والتغير ، التقارب ، و التباعد، التنافر والتعاطي تارة أخرى، كهذه الذي نحن فيه الآن، ولا يعلم اللاعبون السياسيون أي منقلب سينقبلبون ، هل ستهوي السفينة في قاع البحر لا قدر الله، أم ستأخذ مسارا ، أكثر أمناً وسلامة ، طالما أن حالة من المناخ الهادئ " المطمئن " بدت سحبها تخيم في سماء نواكشوط ، على ضوء الرحلات المكوكية للمثقف الموريتاني، سواء من ناحية النضال، أو التكيف، أو الإنبطاح، و التأقلم مع الواقع فإن المرور بالمدارس السياسية حتمي إذ أخذت حركات النضال في موريتانياأخذت مسارات عدة شأنها في ذلك شأن حركات التحرر عقب الحرب العالمية الثانية ، و الحركات الحقوقية بعيد الإستقلال نتيجة الوعي و الصراعات الأيديولوجية ، بعضها تبخر عن ظهر قلب ، كالحركة الوطنية الديمقراطية " MND "، والحر ،وبعضها، ولد هجينا ً كالميثاق، وبعضها مات في المهدكالحركة الإسلامية الموريتانية بفعل عوامل المناخ الدولي و ظاهرة الإرهاب ، لكن بعضا من هذه الحركات سرعان ما وجدت ضالتها في نشأة الأحزاب السياسية حيث استفادت من التألقم و التكيف حينا و الإستقلالية أحايين أخرى عبر تكوين أحزاب و منظمات خيرية و تعتبر أحزاب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية تواصل وحزب العمل من أجل التغيير" App " وحزب إتحاد قوى التقدم من أبرز المواليد القديمة/ الجديدة ، بين هذا وذاك ماهي إنعكاسات الظروف الداخلية والمناخ الدولي على المناضلين السياسويين، والحقوقيين في موريتانيا، وماهي نقاط القوة، ومكامن الضعف، و خيوط التلاقي، والإنفصام عند مرفأ سفينة الأحداث التي شهدتها البلاد من العاشر يوليو 1978 الى نهاية الحقبة العزيزية؟ ؟
يحتاج الباحثون الى فهم عميق لسيكولوجية السياسويين و من يطلق عليهم حقوقيون في بلاد المليون شاعر ، فإذا كانت الأهداف واحدة، والأغراض واحدة، بناء دولة على أساس العدالة، والمساواة، هي الخيط الجامع، و منعرج التلاقي، فإن خيوطا أخرى، و مسالك أخرى ، تجمعها أكثر ومنها:
1 - سرعة التقلب والتذبذب
سرعة التقلب و التأقلم أو التكيف مع الأنظمة الحاكمة لا تخص المواطنين البسطاء بقدرما تخص القادة السياسيين ، من هنا فإن التأقلم مع القائد بشكل ضمني لم يطرح كبير إهتمام ، الكل تكيف مع هيدالة، والكل تكيف مع معاوية، والكل تكيف مع الراحل اعل ولد محمد فال رحمه الله، والكل تكيف مع سيدي ولد الشيخ عبدالله والكل تكيف مع ولد عبد العزيز و غزواني اللهم الشيخان محمد ولد مولود عن إتحاد قوى التقدم و أحمد ولد داداه عن حزب التكتل إضافة الى صالح ولد حننا عن حزب حاتم .
2 - الخيوط المشتركة
من الخيوط المشتركة التي تحد من أداء سياسيينا قلة " الصبر " على النضال من أجل تحقيق الأهداف، فالحركات و الأحزاب العالمية التي تزامن ميلادها مع الحركات الوطنية، أو سبقتها مازالت قائمة و حققت أهدافها رغم أنها وجدت من المعاناة ماوجدته الحركات و الأحزاب السياسوية في موريتانيا صحيح، قمع البعثيون، والناصريون، والحر، والإسلاميون لاحقا، لكنهم فشلوا آخر المطاف في بلورة مشروع وطني أخاذ قبل وبعد التعددية السياسية : وعليه فقد ماتت حركة الحر، ومات البعثيون، ومات الناصريون ، ومات الإسلاميون ، ومات التكتل، ومات اتحاد قوى التقدم، ومات التحالف الشعبى التقدمي، في الوقت الذي نجح فيه حزب عبدالله واد في السنغال PDS والمؤتمر الوطني في جنوب إفريقيا- " رئاسة مانديلا " ونهاية لابارتايد "- و حركة النهضة في تونس و الإخوان المسلمين في مصر .، فهل الفشل يكمن في إكراهات الحياة، و ضغوط المحيط أم أن الخلافات البينية، و التطاحن على القيادة، و سلطان المادة هي أهم ديناميات الفشل؟ ، طبيعي وجود، جزيئات خادشة في مسارات نضاليونا، بشكل عام.
3 - معارك الإنتهازية و الإصلاح
غاية كل حزب أو حركة أو نظام سياسي حاكم أو محكوم، موالي أو معارض النجاح ، إلا أن النجاح ، تعددت الحلول، أو اختلفت ، فإنه ،صعب المنال فإذا كان يوجد مثقفون مصلحون، فإنه يوجد أيضا مثقفون مفسدون ، و إنتهازيون ، أو مثقفون ""مصطنعون "" ، لايعبؤون بشيء إلا بالمادة والمادة فقط ، تاركين المبادئ خلف "ظهورهم " ، هؤلاء كثر بلغوا القمة في الشهرة بتحملهم آلام الشعوب، ومآسيها، لكنهم سرعان ما تنكشف عوراتهم ؛ فينزلون الى الحضيض، ليس في موريتانيا وحدها، ولكن في جميع بلدان العالم الثالث .
وقانا الله وإياكم، ووقى بلادنا من كل آثم ، علمتنا مدرسة الحياة أنه على فتاة الخيانة يسعد ساسة حينا من الدهر ، وعلى فتاة الخيانة تستفيق شعوب من كبواتها، وعلى فتاة الخيانة تنهار أنظمة، و على فتاة الخيانة تسقط إمبراطوريات ، وعلى فتاة الخيانة تدمر شعوب، وعلى فتاة الخيانة تستخلص الدروس و العبر...