
الواقعية صفة محمودة، و تجاهل الحقائق كذب وخداع، تدني المستويات ظاهرة عالمية، صحيح أن الأسرة؛ والتلاميذ يتحملون، بعضا من المسؤولية، إلا أن وزارة التهذيب الوطني هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن وضعية التعليم، لذا كل السياسات يكتنفها الفشل ، سنة بعد سنة تتدنى نسبة النجاح، وسنة بعد سنة تقل نسبة تغطية الأقسام من المدرسين الأكفاء، في الوقت الذي يخزن فيه كل مدير جهوي، أو مفتش مئات المدرسين من الأساتذة و المعلمين، و يتركوهم وشأنهم بين نقطة ساخنة، و مزاولة بعض الأعمال المساعدة في لقمة العيش، أو التفرغ بينما يثقلون كاهل الدولة بإكتتاب مئات العقدويين بدون مستويات ، من الرعاة و خدام المنازل و الباعة المتجولين، ومن أغرب الغرائب أن البراعم أحسن منهم مستويات، أحدهم كتب لتلاميذه أركان الإسلام ستة فخرج تلاميذ الفصل الأول في مظاهرة و انتشر الخبر في القرية إنتشار النار في الهشيم، حتى تخطى محيط المدينة، و أحدهم ظن أن وسائل الإيضاح لابد من تطبيقها بشكل مباشر، فكاد أن يقتل رمياً بالرصاص، في مجتمع لا يتكلم لغته...قدم درسا في السيرة النبوية الشريفة عن مرضعات الرسول، ولكي يوضح لتلاميذ الفصل الرابع إبتدائي وهم من السونوكى معنى الرضاعة نادا إحدى البنات وهي في حجم ربة أسرة، وراح يقلب حلمة ثديها ويقول لهم فهمتم، دون أن يدرك أن هو وقع في تحرش، خرج التلاميذ من الأبواب و النوافذ يصيحون أيضا وأعلنت حالة من الفزع والخوف أخرج المدير ماتبقى منهم و إجتمع بالمعلمين ونادا أولياء التلاميذ وفي مقدمتهم والد الضحية يحمل بندقية موزير، لكن الحكمة إنتصرت، المدير مزدوج اللغة ومزدوج الهوية بيظاني سونوكي عربي فرنسي يتحدث السونوكية بطلاقة مثلما يتحدث الحسانية بطلاقة وكذا البولارية والوولفية ، أخمد المدير جزاه الله خيرا اتسونامي الغضب، وعادت المياه الى مجاريها.
إذن لم يرسب التلاميذ، ولكن الوزارة رسبت، تفريغ المدرسين الأكفاء، و سد الفراغ بما لا يسد الفراغ، 1000 درس مقدم من عقدوي أفضله منه درساًواحدا من مدرس يحسن التعامل مع التلاميذ و يعرف كيف يوصل الأفكار .
تراجع نسبة الناجحين مسألة طبيعية خاصة في الشعب الأدبية، السنة الماضية 2% وهذه السنة 1% السنة القادمة 0% إذا لم تتدارك الوزارة الخطر، لماذا هذه النسب في الشعب الأدبية قد يتساءل البعض؟ لأن أغلب الطواقم من العقدويين هذا هو بيت القصيد .
لم يرسب التلاميذ، ولكن الوزارة رسبت....