المغرب العربي .. المعوقات و الحلول ...

ثلاثاء, 02/14/2017 - 10:08

خيبة آمال كبيرة تلك التي أصابت المواطن المغاربي بعد مرور ربع قرن على ميلاد اتحاده  و السؤال الذي يطرح نفسه هو : 
أي القضيتين معيق لإتحاد المغرب العربي : 
1 -القضية الصحراوية 
2 - أم عدم ارادة الحكومات ؟
3 -لماذا اندمجت شعوبا اكثر تعقيدا واختلافا ، ولم تندمج الدول المغاربية رغم توفر جميع عوامل الوحدة ،اللغة ،الدين ،الجوار ،التاريخ المشترك بدلا من ،تجذير الصراعات "وتعميقها ، وتصديرها الى المنظمات الإقليمية والدولية الى درجة قيام حرب باردة في المنطقة في وقت انتهت فيه الحرب الباردة على المستوى العالمي ؟
 ببساطة عدم الإرادة لدى القادة المغاربة وليس القضية الصحراوية هي السبب الأبرز لعدم النهوض ببلدان المغرب العربي بإعتبار أن هناك نزاعات دولية مماثلة لم تمنع من :
 اندماج ،أو تعاون اقتصادي أو سياسي ثنائي ،أو جمعوي ،كما هو الشأن بالنسبة للخلاف الإسباني الإنجليزي على مضيق جبل طارق،والخلاف الروسي الياباتي على جزر الكوريل ،واالخلاف الياباني الروسي التايواتي على جزر السينكاكا والخلاف الأنجليزي الارجنتيني على جزر الفوكلين .
 وإذا كانت القضية الصحراوية ،تؤرق الساكنة المغاربية كمعضلة ساهمت في الحد من التعاون أو الوحدة ، فإننا لانلوم الشعب الصحراوي ، أو الدولة الصحراوية ،او مشروع الدولة الصحراوية على الأنفصال والمطالبة بالإستقلال ؛ لماذا ؟ لأن الشعب الصحراوي لم يكن يوما إلا جزءا مستقلا له خصوصيته وله الحق أن يكون كيان فالصحراويون لم يقاوموا الإستعمار على أنهم جزء من الشعب الجزائري ، ولم يقاوموا الإستعمار مع المغرب على اعتبار أنهم مغاربة ،ولم يقاوموا الإستعمار على اعتبار أنهم موريتانيين ،فما دامت أقاليم ناضلت - مثل الصحراء - وحصلت على الإستقلال ،مثل " ايريتيريا " و " اقليم جنوب السودان " فبإستطاعة الشعب الصحراوي أن يحقق حلمه في الحرية و والإنعتاق .
 مشكلة دول المغرب العربي في غياب " الإرادة " من جانب الحكومات ، ومادمنا في زمن بدأت الدولة االقطرية تذوب في جليد الأتحادات و التكتلات الكبرى لماذا لا يقوم الصحراويون بمبادرة أو استراتيجية تقود الى تفاهمات أو حل لقضيتهم ؟ 
* مشكلة المغرب العربي تكمن في التسمية " اتحاد " لأنه ولد  " عقيما " ولم يسبق بخطوات تمهيدية شأن كل الأتحادات على الأرضية : 
الولايات المتحدة ،الاتحاد الأوروبي ، الأتحاد الإفريقي ... فهناك بذور وحدة مهدت لهذه الأتحادات نحو : 
 عملة موحدة ، مؤسسات بنكية ، شبكة مواصلات ، الغاء الرسوم الجمركية ، الغاء التأشيرات ، مشروع دستور موحد، النشيد ، الشعار الواحد ... حتى "مجلس التعاون الخليجي به بعضا من هذه الأركان ، وكذلك الحال في دول غرب افريقيا ، عملة موحدة ، وقوة دفاعية للتدخل السريع . أين دول المغرب العربي من هذا ؟ طبعا لاشيئ ...
أيها السادة الكرام :
 المفكر المغاربي شخص المعوقات ، و العراقيل ، و أعطى حلولا كما أعطاها جيل الرواد من قبل عبد الرحمن الكواكبي ومحمد عبده و جمال الدين الأفغاني ، و لكن ، الانظمة الوراثية للإستعمار المطبقة لأجنداته ، الوصية على شعوبها ،تجاهلت هذه المطالب ، وما دام جيل الإستقلال هو الحاكم ، وهو المسيطر ،على الشعوب المدجنة ، فلن يكون هناك : تقارب ، ولا وحدة ، ولا اندماج ؛ على ضوء ذلك مثلما تحركت الجماهير إبان الربيع العربي ، وأسقطت الدكتاتوريين ،كما تساقطت اوراق الخريف فإنني أدعو النخبة - من امثالكم - من مفكرين وكتابا ان يقوموا بوقفات دعوية - وليست - تحريضية أمام البرلمانات الصورية في أغلبها من أجل المطالبة بتفعيل * الأتحاد * الغير * أتحاد * أتحاد المغرب العربي .
وخوفا من تشعب الفوضى الخلاقة ، ونقل العدوى الكارثية من حمم براكين الشرق الأوسط  والساحل الإفريقي كيف يتسنى لمنطقة المغرب العربي الوقاية من هذه الأحداث مادامت هناك بيئات جاذبة كالصراعات الأيدييولوجية سنة / شيعة ، وقوميات تشعر بالغبن ، وأخرى تنوي الإنفصال عن الدولة المركزية كالأمازيغ و قوميات افريقية ؟ 
قد تكون الديمقراطية وسيلة من أدوات التنمية لكنها ليست هي الشرط او الأساس لتنمية ناجعة في منطقة ما  ، الأساس هو " الإرادة " وهي الهدف ، فهناك دولا هي الأكثر في تكميم الأفواه وكسر الأقلام وملء السجون حققت معجزات في االتنمية الشاملة كما هو الحال مع الصين و تايلاند و دول أخرى ، فالدواء الذي نستعمله والملابس و مواد البناء والأكسسويرات و الأجهزة و الملابس كلها من انتاج صيني فمتى تحين تلكةاللحظة التاريخية التي يحتسي فيها قادة الجزائر والمغرب أفاويق الشاي ؟ عندها فقط يمكن لأتحاد المغرب العربي أن يسلك طريق الوحدة .
 محمد ول سيدي .. المدير الناشر / اركيز أنفو .