للرئيس القادم..من أجل النهضة الشاملة لابد من إحياء عقوبة الإعدام - محمد ولد سيدي كاتب صحفي

سبت, 05/25/2019 - 13:19

التجربة الموريتانية في العملية الإنتخابية حديثة النشئة و ذات تطور مستمر...
ورغم مرور نصف مرحلة الإستقلال(29 سنة ) من الزمن على التجربة الوليدة، إلا أنها مازالت في طور التكون، والتكوين ، طالما أن فرص النجاح غير متكافئة والسبب هو نكبة " ما يسمى ب " مرشح النظام " فالديمقراطيات الراقية لا يوجد مثل هكذا مصطلح، لا في أوروبا الغربية، ولا في الولايات المتحدة الأمريكية، ولا حتى في الهند و إسرائيل حيث تلعب استطلاعات الرأي مكانة كبرى في معرفة الحزب و الإئتلاف الحزبي الذي من المقرر أن يفوز وأغلب الأحوال أن تلازم التوقعات خيارات الناخبين، في تلك الدول مؤسسات أبحاث متخصصة تمتلك كل الوسائل اللازمة من طواقم بحثية متخصصة الى الوسائل اللوجيستيكية.
أما فيما يتعلق بالتجربة الموريتانية لا يوجد من المراكز المتخصصة في هذا المجال ما يمكن أن نسميه مراكز إستطلاع لآراء الناخبين لذا فإن مراكز مبدأ والمركز الموريتاني للدراسات العربية والإفريقية و مركز الرشاد والمرصد الموريتاني لمراقبة الإنتخابات كلها تفتقر الى الكادر البشري المتخصص وعليه فإن الظاهرة الموريتانية لها خصوصيتها في كثير من المسائل من أهمها هذا الرباعي البديل لإستطلاع الآراء لمعرفة أي المترشحين للرئاسيات أقرب الى الظفر بكرسي الرئاسي و الرباعي هو :
1 - الإدارة
2 -الوجهاء
3- العامل القبلي
4 - المال السياسي
على ضوء هذه الأركان الأربعة فإن أكثر المترشحين حظا هو من سيدعم بثلاثة أركان من هذا الرباعي و إنطلاقا مما علمتنا التجارب فإنه من أول إنتخابات مطلع التسعينيات الى آخر إنتخابات رئاسية 2014 لم يفز إلا من أطلق عليه مرشح النظام وإذا كان البعض يراهن على تطور في عقلية المواطن وتأثير شبكات التواصل الإجتماعي فإن مستحدثات كهذه نسبية التأثير على ضوء أن الأمية متجذرة في الأوساط الشعبية بشكل كبير.
رهانات :
أيا كان الفائز في استحقاقات حزيران فإن المواطن البسيط يراهن على إرتفاع الدخل والعدالة الإجتماعية والمحافظة على السلم الأهلي و تطور البنى التحتية وعودة المدرسة الجمهورية الى سابق عهدها والسيطرة على الأسعار و مرتنة المواد الإستهلاكية واعتماد مقاربة متوسطة الى بعيدة المدى للنهوض بالبلاد نحو الأفضل صحيح أن العشرية المنصرمة شهدت قفزة نوعية الى حد ما في المسائل التي تمس حياة المواطن من صحة ومياه واستثمار في المؤسسات التعليمية لكن ذلك لم يمنع من وجود مناطق سكنية واسعة مازالت تفتقر الى أبجديات التنمية و ترتبط بشكل وثيق في مصادر حياتها بالطبيعة والتنمية الحيوانية وبعضها يعاني من عزلة في المواصلات ناهيك عن عدم التغطية على مستوى الطاقة الكهربائية وشركات الأتصال.
إن الرهانات الكبرى التي يعقد عليها الناخب آماله هي كيف ينتقل من استهلاك منتجات الآخر الى التصدير للآخر أو الإكتفاء الذاتي عن الآخر من المواد الغذائية الأساسية من جهة، وكيف يستغل ثرواته، وأين تذهب مداخيله الهائلة، وهل سنرى تشييد أحياء سكنية لقطاعات الصحة والتعليم والإعلام والمهندسين في كل ولاية على غرار ما هو موجود في الدول المغاربية المجاورة ودول أخرى قطعت أشواطا في التنمية ، الرهانات لا تنتهي منها تطوير شبكة الطرق الى الجسور المعلقة والخطوط العلوية والمتروهونات في العاصمة السياسية والأقتصادية والمدن الكبرى ذات الكثافة السكانية العالية والمدن الحدودية.
إن الآمال التي يعقدها المثقفون- وهم قلة - كثيرة جدا وتتمثل في نقاط أربعة هي :
1- الإعتماد على مداخيل الثروات الوطنية من حديد وذهب و سمك وزراعة وثروة حيوانية و جبايات.
2- الكف عن الديون الخارجية التي لا تقبل الزيادة
3- إعلان حرب لا هوادة فيها على محاربة الفساد والعودة بحكم الإعدام لمختلسي المال العام.
4 - عدم تكميم الأفواه وإشراك الطرف المعارض في الفعل السياسي والقضاء على الجهوية والمحسوبية وكلما له صلة بهما و المحافظة على التعايش السلمي والألفة و المحبة وتكريس قيم التسامح بين مختلف المكونات الإجتماعية الضاربة في القدم ...فلم تحقق دولا بلا موارد مثل إثيوبيا و رواندا و سنغافورة وماليزيا نجاحات فائقة السرعة في التنمية الأقتصادية والإجتماعية والثقافية و تبقى بلاد المليون ثروة بحرية من سمك ونفط وغاز وحديد وفوسفات و نحاس ....؟
لنحيي عقوبة الإعدام بمحاربة الفساد حتى تتحقق الأحلام وتنهض البلاد، ف " سلطنة إبروناي "الفقيرة أرضها لم تبلغ مابلغت من نمو شامل حتى طهرت البلاد والعباد من المفسدين و الشذاذ من مثليي ، الجنس ، وفي قولته المشهورة الشريعة " أخبر " خاطب سلطان إبروناي حسن البلقية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المجرمة لعقوبة الإعدام فلم لانحذو حذوها؟
ورغم أن نظامنا جمهوري، ولم نحمل سمة واحدة من سمات حكم العوائل، إلا أن رائحة النفوذ العائلي و العشائري طبعت أكثر من مرحلة وبالتالي فإن التلون السريع لصيادي المصالح ولعق الحصون نحو المرشح الأكثر حظاًّ ليبعث الى القلق والخوف من إمكانية تساوي الفرص أمام الجمهور والهيمنة على كافة المفاصل الحيوية عندها تتكرر المعادلة " الصفر " عود على بدء.

بقية الصور: