غزواني/ بوبكر ، الأتجاه واحد، ولكن؛ لا يعلمون !! محمد ولد سيدي

جمعة, 04/26/2019 - 02:57

تعيش الطبقة السياسية الموريتانية منذ بعض الوقت كثيرا من التخبط ، والتشرذم، وعدم وضوح الرؤية، و إذا ما استثنينا قوى التغيير الداعمة للمرشح محمد ولد مولود، و المرشح بيرام الداه اعبيد، أو كان حاميدو بابا، فإن الأغلبية الداعمة للمرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني، و أولئك الداعمين للمرشح سيدي محمد ولد بوبكر، يسيرون في اتجاه واحد، ولكن، لا يشعرون ، مدنيين، و عسكريين، و قمة التناقض، أن يشعل أنصار ولد بوبكر النار على المرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد، و يصفوا عشريته بعشرية الجفاف والدمار، متناسين أن الخصمين خدما في أنظمة متعددة، لها ما لها ، و عليها ما عليها ، ف غزواني، هو مرشح الحزب الجمهوري الديمقراطي الإجتماعي، الذي انقلب عليه بالأمس، كما هو مرشح حزب عادل، الذي سلك معه نفس المسلك، وفي نفس الوقت هو مرشح حزب الأتحاد من أجل الجمهورية الذي تشكل على أطلال حزبي عادل والحزب الجمهوري الديمقراطي الإجتماعي ، وبإجماع هذه الأحزاب التي تعود في أصلها، و أصولها ، الى حزب واحد هو PRDS وما قرب إليه من الأحزاب، فإنه لم يبق لهذه الأحزاب إلا أن تستدعي " معاوية ولد سيدي أحمد ولد الطائع ليكون مرشح الإنقاذ كما فعلت جبهة التحرير الجزائرية مع عضوها المقيم في المنفى الرئيس الراحل محمد بوضياف مطلع تسعينيات القرن الماضي ، ف غزواني يمثل معاوية في الشق العسكري، كما يمثله ولد بوبكر، من الجانب المدني ، ما الجديد إذن؟ نفس الطبقة، تعيد نفسها، بنفسها، بأطوار شتى، مرة بقوة السلاح، و مرات أخرى، بأدوات مدنية لم تخلو من الشوائب ، فإذا كان غزواني هو المهدي المنتظر الذي يخلص البلاد، والعباد، من كل المكاره، وولد بوبكر هو أوردغان المستقبل، فالفسيفساءات المحيطة بهم، تحول دون حدوث تغير في المعطى السياسي والإقتصادي و الإجتماعي ما لم يتم الخلاص من الموروث السلبي من أدبيات الأنظمة الشمولية، المبادرات القبلية، و الجهوية، والمحسوبية، أن يجتمع منفيو ولد الطائع، مع داعمي الإنقلاب على الدستور، و الأنقلاب على رؤساء مدنيون، و مختلسون للمال العام، أن يصطفوا في اتجاه سياسي واحد، فإن ذلك المرشح مهما كانت قوته وجبروته لم يستطع أن يقف في وجوههم، وعليه فإن المرشح محمد ولد الغزواني إذا كان يريد الخير- وطبعا- يريده فإنه يتوجب عليه أن يسلك مسلك النجاح المؤدي الى الطريق الموصل للأهداف المنشودة وبالتالي فإن الغليان الشعبي العريض من أطباء و أساتذة و معلمين و عمال السمعيات البصرية وغيرها لنكبات كبرى تحتاج الى حل سحري يرقى بالبلاد من بلد غني فقير، الى بلد غني ، غني ، ومتقدم في كل المجالات.
لقد آن للطبقة السياسية أن تتحرر من العواطف و الأهواء ، لكي تنظر الى المستقبل ، بتبصر ، وسؤدد، فمجتمع يركض الثراء بأرجله " الذهب، الحديد، " و تسبح سواحله بالأسماك " ، وتفيض سهوله قمحاً ، و شعيرا ، لا بد أن يكون بالعدالة الإجتماعية في توزيع الثروة، و تكافؤ الفرص ! أو لا يكون ، بالفساد الإداري، والأمراض الإجتماعية المدمرة كالجهل، والرشوة، والقبلية.
وفي الأخير نلتمس خيرا، في الثلاثة، غزواني " خاصة " ، ولد بوبكر، ولد مولود، كونهم من المناطق الشرقية بالمجمل فإنها عرفت معنى الإخلاص، والوطنية الشريفة في الوقت الذي دأبت مناطق أخرى الى رمي الوطنية جانبا بمناصرتها لتغيير الدستور لأغراض شخصانية، لا غير و عليه ، مثلما لم تخيب المناطق الشرقية آمال المواطنين الشرفاء بالإعتزاز بالوطن، وقدمت ، درسا لمغتابيها لم ينسواه فإن الثلاثة المترشحون غزواني و بوبكر و ولد مولود يمكن أن يذهبوا ب موريتانيا في مصاف الدول الصاعدة بوجود إرادة صادقة و عوامل داعمة.