الدولة حررت الإعلام ، لكن الإعلاميين أبوا أن يتحرروا! محمد ولد سيدي كاتب صحفي

أربعاء, 02/13/2019 - 02:33

ليس في هذه الحقبة الزمنية فحسب،بل في أول مرحلة انتقالية دأب الإعلام الرسمي يتجاهل مواضيع الساعة التي تشغل المواطنين ولا يستضيف إلا الموالاة ويفرض حصارا على المعارضة والأئمة وأصحاب الرأي الذين ينتقدون أو يبدون آراء وملاحظات على السياسات الحكومية في جميع المجالات حتى أنشطة المعارضة لم تذكر وإن ذكرت فبأقل من دقيقة أو أكثر .
و يبدو أن الإذاعة والتليفزيون الرسميين لم يتركا مجالا من المجالات التي تغذيهما إلا وفرضا عليه حصارا أطول من حصار الولايات المتحدة الأمريكية على أطفال العراق ففي الجانب الدعوي حاصرت التلفزة الوطنية والإذاعة معا دروس العلامة محمدا ولد سيدي يحي الذي أزاح الجهل عن آلاف الناس خاصة من الطبقات الهشة من المجتمع ولم يرفع الحظر عن دروسه إلا حوالي منتصف المأمورية الأولى من حكم ولد عبد العزيز.
وففي مجال الفن وأهل الفن فقد عادت سلمى الى عادتها حوصرت سفيرة الفن الموريتاني الفنانة القديرة السيدة المعلومة بنت الميداح من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون الموريتانية في عهد معاوية ولد الطائع ورفع عنها الحصار في فترة المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية وامتد رفع الحصار عن النجمة المعلومة ""المعلومة """بنت الميداح حتى النصف الثاني من العهدة الأخيرة من حكم ولد عبد العزيز ثممالبثت أن أصطدمت بالإصلاحات الدستورية وحل مجلس الشيوخ الذي حلت أيضا فيه أشرطتها الموسيقية في كل من الإذاعة والتلفزيون الرسميين وذلك على ضوء معارضتها للتعديلات الدستورية التي لم تكن محل إجماع بالنسبة للغرفة التشريعية الأولى.
الحركات الحقوقية و التحرريون لم يسلموا من حصار الإذاعة والتليفزيون فلم تستضيف الإذاعة ولا التلفزيون الرسميين أي قيادي من قادة الحركات الحقوقية المناوئة للحكومات السابقة واللاحقة و من أهم الحركات التي مازال قادتها يرزحون تحت وطأة حصار الإعلام الرسمي - حركة إيرا - حركة افلام - حركة لا تلمس جنسيتي ناهيك عن بعض الحركات السياسية الأخرى مثل الخامس والعشرين من فبراير - حركة محال تغيير الدستور - حركة كافي...
مايلفت المشاهدين الآن، وما لفت استغرابهم هو البرنامج الحواري الجديد الذي استحدثته قناة الموريتانية ويستضيف شخصيات من الحكومة و معارضة الحلقة الأولى كانت مع الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد سيدي محمد ولد محم وقد نالت استحسان الجميع وإن كان الفضل يعود الى كفاءة المحاورين و القضايا المثيرة التي سألوا عنها الوزير ورئيس حزب الأتحاد من أجل الجمهورية السيد سيدي محمد ولد محم وتفاعله ولو بصعوبة في أحايين أخرى مع الأسئلة القوية التي طرحت عليه .
الحلقة الثانية كانت مع رئيس حزب الأتحاد والتغيير الموريتاني "" حاتم "" السيد صالح ولد حننا وكان هو الآخر متمكنا و قوي الردود والحجج بيد أن المحاورين هذه المرة جمعا بين دور الصحفي و الخصم، ف " صالح ولد حننا " بدا في البرنامج كمحاور لخصوم لا كضيف وهذه مفارقة وهو ما ضيع الكثير من وقت البرنامج " الشيق " و أنسى الرئيس صالح ولد حننا في الإجابةعلى عدة مواضيع مهمة تخص المواطن والرأي العام خاصة أننا مقبلون على إنتخابات رئاسية منتصف السنة.
الزراعة مثلا لم يتطرق لها المحاورون و التعدين و مشاكل آدوابة و السلك الإداري ومشاكل الكهرباء و التجمعات الريفية أهميتها والعقبات التي تحول دون تقبل السكان لها.
والسؤال الذي مازال محيرا لماذا سحبت الموريتانية البساط من تحت القنوات الخصوصية ولماذا مثل هكذا برامج لم تقدم إلا نهاية حكم ولد عبد العزيز الذي أمر بالإصلاح الشامل وأعطى من حرية الرأي والتعبير مالم يعطى في فترة غيره ؟ ولماذا تؤخر الموريتانية هذه النعمة آخر المطاف؟؟؟