مسيرة التاسع من يناير ..وحدة صف أم لعبة نارية- محمد ولد سيدي كاتب ومدون

سبت, 01/05/2019 - 15:55

مسيرة التاسع من يناير..وحدة صف أم لعبة نارية؟ - محمد ولد سيدي كاتب ومدون
يوم النفير مسيرة الأربعاء التاسع من يناير كانون الأول 2019م مسيرة " القرن " ضد الكراهية والخطاب المتطرف.
كانت سنة 2018 سنة المبادرات بإمتياز من مبادرات التعديلات الدستورية الى مبادرات تجديد القواعد واللجان الشعبية لحزب الأتحاد من أجل الجمهورية فمبادرات الحشد ودعم لوائح الحزب في الإنتخابات البلدية و التشريعية يمكن أن نرصد حوالي أكثر من 165 مبادرة في جميع مقاطعات البلاد البالغ عددها 55 مقاطعة و يمكن أن يتضاعف العدد إذا ما أدرجنا الإجتماعات الممهدة للعدد الآنف الذكر ناهيك عن ما تخللها من التكاليف الباهظة .
على كل حال كلما يهدف الى السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية لا خلاف عليه إذا كانت النوايا صادقة وإذا لم تكن ثمة ورائيات يمكن أن تعصف بمسيرة " القرن " هذه .
إذن التعاون و الوحدة حث عليهما القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف في العديد من السور والأحاديث النبوية قال تعالى:
(ﻭَﺗَﻌَﺎﻭَﻧُﻮﺍ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْﺒِﺮِّ ﻭَﺍﻟﺘَّﻘْﻮَﻯ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﻌَﺎﻭَﻧُﻮﺍ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْﺈِﺛْﻢِ ﻭَﺍﻟْﻌُﺪْﻭَﺍﻥِ) وفي حديث ﺃﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﷺ : ‏« ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﻛﺎﻟﺒﻨﻴﺎﻥ ﻳﺸﺪ ﺑﻌﻀﻪ ﺑﻌﻀًﺎ ‏» ، ﻭﺷﺒﻚ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ...
الوحدة و تقوية الروابط الإجتماعية و محاربة الكراهية والخطاب المتطرف هي من المسلمات التي يتوافق عليها كل الموريتانيين المخلصين لوطنهم و دينهم و تاريخهم ولكن قد يتساءل البعض:
لماذا الدعوة الى مسيرة ضد الكراهية والخطاب المتطرف دون تشاور مع قوى سياسية عريضة طالما أبدت رغبتها في حوار يمهد لمرحلة حاسمة في تاريخ البلاد؟ أَ لاَ يمكن أن تركب جهات موغلة في الدولة موجة مسيرة " القرن " وتستخدمها لتسويق أجنداتها السياسية بالمطالبة بتغيير الدستور و السماح بمأمورية ثالثة للرئيس المنتهية ولايته السيد محمد ولد عبد العزيز؟ وبالتالي تصبح مسيرة محاربة الكراهية والخطاب المتطرف بداية لمسلسل من الأحداث يمكن أن تكون لها تداعيات خطيرة على أمن واستقرار البلاد وهل ستكون مسيرة القرن بداية لتكميم الأفواه والعودة لسياسة القبضة الحديدية والحلول الأمنية، تلك الحلول التي أثبتت التجارب والتاريخ فشلها في الدول ذات الحكم الشمولي؟ وماهي الشعارات التي ستطبع مسيرة محاربة الخطاب المتطرف والكراهية؟ لماذا الشك في نوايا الحكومة؟ أَ لم تستشعر بالخطر الذى أصبح يهدد الوحدة الوطنية والنسيج الإجتماعي؟ أَ لاَ تملك من الوسائل والأدلة ما يبرر دعوتها لمثل هكذا مناسبة؟
أَليس من الإفراط التساهل بتدوينة نجم إعلامي بحجم فيصل القاسم و منظمة سوشال الإفريقية بأن عاصفة ستشتاح موريتانيا قريبا؟
أَلم تأتي مسيرة الحكومة في التاسع من يناير كانون الأول 2019م مقدمة لمرحلة من الرفاهية والخير العميم بناءا على معلومات موثقة تستوجب توثيق أواصر الصداقة والتآخي والتآلف بين أبناء الوطن الواحد الذي وحدته العقيدة قبل التاريخ المشترك والعادات والتقاليد بصرف النظر عن اللون أو الجنس أو اللسان ؟
بكاء أوطان :
الصدق مع الله و مع النفس هو أقوى درجات الإيمان أقوى دول العالم الولايات المتحدة الأمريكية عاجزة أن تؤمن حدودها ومؤسساتها مصابة بشلل تام ورئيسها القومي دونالد ترمب صاحب فكرة أمريكا أولا في حيرة من أمره من غزو الأعاجم و تخطيهم ليل نهار للجدار العازل بين حدود الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكذا الحال مع أوروبا وإسرائيل فكيف بتأمين صحاري جرداء مترامية الأطراف من الشرق الى الغرب ومن الشمال الى الجنوب في مساحة تعادل خمس الى عشر دول من أوروبا والشرق الأوسط ؟
إن مسيرة القرن تتزامن مع مرحلة سياسية واقتصادية لا تقل إحداهما عن الأخرى خطورة فالأولى نهاية عهدة والرغبة فى استمراريتها والثانية كون موريتانيا ستصبح محطة لكبريات الشركات البتروكيماوية في العالم وهنا مربض الفرس يقول محمد حسنين هيكل:
على الدولة أن تؤمن حدودها قبل أن تعلن عن وجود النفط أو الغاز ...و عليه وضع فنزويلا و ليبيا ونيجيريا والجزائر و العراق يجيب و الخيبة كل الخيبة أن توجد ثروات هائلة في أمة من الأمم لم تمنعها من التسول سمك زراعة حديد ذهب فوسفات ملح تربة نادرة والصدمة كل الصدمات أن تكون دول بلا موارد وتحقق نجاحات تنموية فائقة اليابان سنغفورة بتسوانا بوروندي اتيوبيا المغرب وتوجد بها قوميات بالعشرات ...التعدد القومي والعرقي لا يمنع من تحقيق التقدم والأزدها لأي شعب أو أمة بل يزيد قوة ومنعة وقبل الختام نعود لمسيرة القرن التاسع من يناير كانون الأول ضد الكراهية والخطاب المتطرف ونعيد التساؤل: من هم المتطرفون من شعبنا:هل هم دعاة المساواة في تكافإ الفرص أم الرفع من المستوى المعيشي لبعض المكونات الإجتماعية ظلمها التاريخ وتعاقبت الأنظمة الشمولية على تهميشها؟ هل حملت طائفة أو مجموعة من المكونات الإجتماعية السلاح في وجه أخرى أو دعت الى ذلك؟ أين الدولة من تشظي المجتمع فسيفسائيا حتى عاد لكل مسمى حراكه وهيئاته؟ ألم تتغاضى الدولة بل وتساهم في هذا التشظي والتفكك المشرعن في السنوات الأخيرة ألم تتقوى القبلية وتعود أكثر صلابة ومتانة من أي وقت مضى خاصة عند كل محفل سياسي ألم تغص عناوين المواقع والسوشا ميديا بمبادرات أولاد كذا وأهل كذا يعلنون دعمهم ومساندتهم ل كذا وكذا؟
لنحمي وطننا و نحصنه بالعمل البناء والفكر النير و الخطط الإستراتيجية الناجعة وليس بالشعارات الجوفاء التي لا تقدم.
لا لخطاب الكراهية - لا للتطرف - لا للغبن- لا للعنف- لا للعنصرية.

القسم: