تتجه الانظار هذه الايام صوب العاصمة انواكشوط ، عاصمة الجمهورية الإسلامية الموريتانية:عاصمة إفريقيا.

سبت, 06/30/2018 - 08:01

 

إن احتضان العاصمة انواگشوط للقمة الإفريقية (31) لم يأت اعتباطا و لا هو بالمتولد من محض الصدف، فكثيرة هي التغيرات و التحولات الإيجابية التي جعلت من العاصمة انواگشوط قبلة للأفارقة و ساحة فسيحة و مريحة للتلاقي و التشاور والنقاش و التحاور، ثم التفاهم و الاتفاق-إن شاء الله- ؛

لقد شهدت العاصمة انواگشوط تغيرات مشهودة على مستويات عدة غيرت النظرة النمطية و الحكم المسبق على الجمهورية الإسلامية الموريتانية و التصنيف الدوني و الترتيب المؤخر في المحافل الدولية -تنظيما واحتضانا على الأقل- 

إن ما حققته بلادنا من تطور على المستوى الأمني الداخلي و الخارجي بالسيطرة على حدودها و شل حركة الجريمة العابرة للحدود و ضرب الجماعات الإرهابية في نقاط مفصلية، جعل من *الجيش الموريتاني* شريكا عالميا فعالا، ورقما هاما في المعادلة الأمنية لدول الساحل و الصحراء و المنطقة المحيطة بالبلاد .. لقد تم و ضع حد لعصابات الاتجار بالمخدرات و إحكام القبضة عليها بعد التحركات المكثفة للجيش الوطني في شمال البلاد وإعلان منطقة تغلغل تللك الجماعات و العصابات منطقة عسكرية محظورة؛ مما أدى إلى إحكام السيطرة عليها وتطهيرها من بارونات المخدرات و أذيالهم وكل حلقات الاتصال الناظمة لحبل الجريمة العابرة للحدود، وقبل ذلك تم إبعاد خطر الجماعات المسلحة بضربها في عمقها الاستراتيجي و التأثير عليها داخل مناطق النفوذ و الانتشار و التحكم الجغرافي.. لم يكن باستطاعة الجيش الموريتاني الذي يعد صمام الأمان ومبعث الهدوء و الراحة والنوم الهنيئ لكل مواطن؛ في حال قيامه بمايلزم - أمنيا داخيا وخارجيا- لم يكن ليصل إلى هدفه المنشود و يحقق الآمال و الطموح و يصبح شريكا عالميا؛ يصان له وزنه ويحفظ له قدره؛ إلا بفعل التحولات العميقة و إعادة البناء الممنهج، و التخطيط المحكم والدعم المعنوي قبل المادي؛ الذي حظيت به هذه المؤسسة قبل عقد من الزمن وحتى الآن، تحت قيادة وصفت غالبا بالتبصر و الهدوء و التأثير الفعال بعيدا عن الأضواء المصطنعة و الظواهر الصوتية المفتعلة. 

إن ما شهدته بلادنا من زيارات متكررة لقادة أمنيين عالميين من حلف شمال الأطلسي و إسبانيا ومن دول خليجية وعربية و أخرى إفريقية و إنشاء شراكة أمنية مع المؤسسة العسكرية الوطنية وإبرام عهود و مواثيق..كل ذلك ترجم بجلاء التحولات الإيجابية التي أضفت بظلالها على أبعاد أخرى منها ماهو سياسي و منها ما هو اقتصادي وكل تلك العوامل أدت إلى دعم الشراكة الاقتصادية و تطوير البنية التحتية التي أصبحت شاهدة و عاكسة لمستوى التحولات التي أوصلت درجة الإقناع العربي �