ملاحظات سريعة حول مهرجان ودان!

ثلاثاء, 12/13/2016 - 19:12

اسمحولي لن أتطرّق لتنظيم المهرجان وموجة التصفيق التى تعوّدناها ولا عن الضّحك الهستيري للرئيس بسبب رقص مواطن مسنٌ ولا تهريج نجوم المهرجان المهرّجين وطلبهم للمقابل المادّي على الهوا ،ولا لعشق هيام يونس لمورتاني قبل أن تراها! بل سأغوص تحت ذلك،

لقد اتّضح جليا البارحة ما هو المغزى من مهرجان المدن القديمة؟ ولماذا شعار المقاومة؟ والدعوة لكتابة التّاريخ، وولادة حزب ول أحمد عيش، ووقوف الرّئيس الصّحراوي وجنوده على شاطئ المحيط فى الكركارات، وورود شبه جملة فى عديد الصّحافة الألكترونية اليوم:"فرقة اكليميم من الصّحراء الغربية"، وسرّ جثوم امربّيه ول الولي على الحالة المدنية منذ 2009، واقتراح تغيير العلم والنشيد، واستضافة البلد للقادة الأزواديين وتغيير بطاقة التّعريف واسقاط كلمة الوطنية منها ،،
الهدف من مهرجانات المدن القديمة ليس تنمية المدن بقدر ماهو لشدّ الإرتباط بالثقافة والتاريخ الإقليمي لأهداف تنظيرية سياسية، تمثّل هذه المهرجانت جزء يسير من استعادة ماض بعيد وربمّا إعادة تدويره لحاجة فى نفس يعقوب أو أعاقيب وربّما أيضا بمباركة بعض الجهات الدّولية المهتمّة بإعادة تدوير الجغرافيا كلّ مئة سنة! وسأكتفي بالتّلميح السّابق و بمقاطع من خطاب الوزير النّاطق بإسم الحكومة فى المهرجان الوافد بضيوفه من الدّاخل الموريتاني وأفكاره الدّخيلة أيضا على ودان وإخراجه السّيئ الّذى طبعه التّهريج، وكذا نوعية الفرق الخارجية وبالتّحديد الإقليمية!
بعد أن تطرّق وزير النّطق لرسالة الأجداد ونشرهم للدّين واللّغة العربية وبناءهم لصرح المجد التّاريخي لأمّتنا، حيث قال أنه أصبح الشّخص منهم أمّة حيث ما حلَّ بأرض اللّه الواسعة تُلقى إليه عصى التّرحال وتطمئنّ القلوب لخلقه ومحامده رغم شظف العيش وبُعد نجعته، وأضاف << إن فحوى رسالة الجدود تتجسّد اليوم فى هذا الصّعيد حيث تنادَى الموريتانيون والأشقّاء والجوار الغرب الصّحراوي الكبير من تمبكتو إلى كدال، إلى تيندوف إلى اكليميم إلى لحمادة إلى السّاقية الحمراء وهم ينشدون قول الشّاعر: 
وقد يجمع الله الشّتيتين بعدما!§§ يظنّان كل الظّنِّ أن لا تلاقيا،وفى سياق آخر قال الوزير<<إن هذه المبادرة لإعادة كتابة التّاريخ والمصالحة مع الذّات، كلّ هذا بفضل توجهات الرّئيس السّامية وإشرافكم المباشر على هذا التّجمع الحضاري للمجموعة ذات العقل الموحّد والذّاكرة المشتركة والتّعاطف الدّائم فى كلّ الظّروف،إنّ المنطقة الثّقافية المشتركة تداعت اليوم إلى هذ الفضاء الوداني العبق برائحة التّاريخ الزّكية. إن الإنجازات الكبري لخدمة الإنسان وكرامته فى ظرف عالمي صعب، ستبوؤنا مكانة الصّدارة فى المنطقة التى نكنّ لها وتكنْ كامل الإحترام ونتبادل معها منظومة راقية من القيم النّبيلة والأخلاق السمحة يعجبها ما يعجبنا ويروق لها ما يروق لنا من فنّ وأدب شهد له الجميع بالتّألّق وقوّة التّأثير والإنتشار فى الفضاء العربي الإفريقي>>! انتهى الإستشهاد
فى هذه المقاطع لم يعد الجهد منكبّ على العلاقات مع دول الجوار بل أصبح الإهتمام أكثر بالتنسيق مع مجموعات مقتضبة من دول الجوار هي امتداد لنا فى الثقافة والتّاريخ وصفنا وإيّاها السّيد الوزير بالتّجمع الحضاري للمجموعة ذات العقل الموحّد والذّاكرة المشتركة والتّعاطف الدّائم فى كلّ الظّروف وأنها يعجبها ما يعجبنا ويروق لها ما يروق لنا من فنّ وأدب!، وربّما هذا التجمّع الحضاري هو الذى يستحقّ أن تلصق به كلمة "الوطنية" التى أسقطت من بطاقات تعريفنا! إنّه الفكر الدّاوودي(نسبة إلى داوود احمد عيشة) بتجلّياته ! أليست لنخبة هذ البلد وسياسييه المغيبين حقّ الرّأي فى مساره؟ ألسنا فى نفس السّفينة؟ من يخطّط لوجهة السّفينة؟ ألم أقل لكم سابقا أنّ هناك حكومة ظلّ أو عصابة ظلّ سمّوها ماشئتم، توجّهُ البلد غصبا عنّا إلى المجهول؟ ونحن فى حيرة تتلاطمنا الأمواج إلى حيث لا ندري! أفيقوا يرحمكم الله!

 من صحفة الاستاذة       Khadjetou Sidine