العربية و الفرنسية.. وهن النخب / الولي سيدي هيبه

اثنين, 03/19/2018 - 07:54

في الوقت الذي تحتفل فيه الفركفونية بيومها العالمي 20 مارس 2018، على خلفية ضعف أدائها في موريتانيا من حيث الجودة و الإنتاج الفكري و العلمي، يظل أهل الضاد غير عابئين بنفس المصاب حيث لا يحسن التعبير به، و لا يراعى في الأداء قوته، و لا يحافظ على نقائه و جماله إلا على نطاق ضيق بفضل ثلة قليلة من الغيورين عليه، المؤمنين بضرورة فصل التباهي النظري به عن مؤلم غياب الأداء و العمل الميداني للوصول إلى تكريس الكلام به في المدارس 

و الجامعات و المعاهد حتى يصبح العادة الكلامية التلقائية، تنشر به جزلة الكتب و تحدد المناهج العلمية في تغطية شاملة لكل المجالات المعينة على التطور و دفع عجلة التنمية.

و يجب أن لا يكون ضعف "الفرنسية"، بوصفها رافدا تستفيد منه البلاد لنهضتها المتعثرة، مدعاة للشماتة فيها بقدرما يجب أن يُدرك أن ذلك دليل فقط على:

·        ضعف النخبة الموريتانية التي تحمل لواءها، و

·        سوء منقلب انزواء أفرادها في بروجهم التي يحسبونها عاجية،

بينما هي على وهن و عقدة عدم القدرة على حمل الأمانة "بروج" من الرماد للذر في العيون عند كل اقتضاء...

ترى أوداجَ المنتمين لها منتفخة فتحسبهم أهل عطاء فكري و علمي من مشكاة الفرنسية العامرة، لكن سرعان ما تكتشف الخواء و الزيف.. فغالبية هؤلاء هم من يسد الباب أما لحاق "فركفونيتنا" بركب:

·        تونس التي ستحتضن قريبا مؤتمرا للفركوفونية،

·        المغرب التي تنافس مجلاتها و كتب مؤلفيها من حيث المضمون الرفيع و الجودة العالية كل الذي يصدر في فرنسا،

·        لبنان الذي يعد قلعة طباعة الكتب و المنشورات العربية منقحة و مقننة، لا يقل في ذلك عن احتضان المنتج الفكري و العلمي باللغة الفرنسية،

·        السنغال التي يتولى أحد رؤسائها السابقين رئاسة منظمة الفرنكوفونية،

·        و مصر العربية التي تؤوي جامعة الإسكندرية حيث حضور الفرنسية طافح و ذو وقع معلوم على الثقافة العربية و العالمية،

و غير هذه البلدان كثير حيث بلغ العطاء باللغة الفرنسية مستوى الإجتهاد و حد تحميل وعائها الثقافة و الخصوصية و رجع الصدى إلى الأصل ليتشبع و يتجدد.

الحقيقة المرة أن نُخب البلد عربية و افرنكوفونية وقعت منذ عقود في براثن النرجسية المستمدة من إرث "ماضوية" معشعشة في النفوس حتى قلمت أظافرها عن حك "مكمن" داء تخلفها و جففت محابر العطاء قبل أن تمسك بأقلامها الفاترة، و صمت آذانها عن سماع سينفونيات التحول من حولها، و أعمت أعينها عن جادة الاستقامة الفكرية و النزاهة العلمية و الإشعاع الثقافي، حتى تركت النخب "العربية" الحبل على الغارب للهجة الحسانية بكل شوائبها عوض الفصحى برفعتها الإلهية في حظائر:

·        التعليم الممزق،

·         و الإدارة السوقية،

·         و السياسة الإنتهازية،

كما تركته النخب"الفركفونيون"، في ذات الفضاءات، لفرنسية "مامادو" مضيعة سمو لغة "موليير".