ماذا لو مات عبدالباري..واغلقت قناة الجزيرة؟

أربعاء, 12/20/2017 - 08:41

ماذا لو مات عبد الباري ..وأغلقت قناة الجزيرة ؟
سيفقد أكثر  من   1/4   مليار نسمة من العرب و مليار مسلم  :
القراءة التحليلية الشافية ،والتعاليق المطولة المعمقة للأحداث من أصحاب الإختصصات من شتى دول العالم ،وحتى من الموالين للأنظمة والمعارضين لها ،و من  المحايدين  ،و سيفقد مئات الملايين من عشاق المعارف ، و القضايا السياسية ، والبرامج الشيقة ،والمثيرة  ،صور ،و حناجر ،رواد و أبطال مدارس إعلامية طالما  عشق المستمعين ﻷصواتها ، والرائين لقراءتها،و كاد المشاهدون أن يرقصوا على نغماتها ،رقصات الدبكة في أيام الزمن الجميل . 
في أيامنا هذه ، أيام البؤس ، أيام الشدائد ، والنكبات ، أيام التباعد ،و التنافر ،والشتات  ،أيام الحروب بين الأحبة ،والأهل ،و الأشقاء   ، ينحي أصحاب الفكر ،والسياسة ،من الكتاب ، ودون الكتاب  ،عند كل حصاد لقناة الجزيرة ، أو صدور عدد جديد من جريدة رأي اليوم ،أو القدس العربي ،و كأنما على رؤوسهم الطير ، يقرؤون ،أو يشاهدون ، ما ترتاح له أنفسهم من قراءات متبصرة للوقائع والأحداث العربية والدولية .
1 -  ماذا لو مات عبد الباري عطوان ؟ 
هو كنز ،موسوعة ،أو انسكلوبيديا ،عايش الكثير من الأحداث الدولية والعربية ، لم تسلم أنامله ،من الجشع الإسرائيلي ، له هدف  أسمى في النضال بمنفاه ،قارع الإسرائيليون ،والمستغربون عموما ، بالحجة ،والمحاججة في وسائل الإعلام الدولية ،فلسطيني ، عربي ،قومي ،مخلص لوطنه ، وللأمتين العربية والإسلامية ، وحتى و إن رحل عن عالمنا الملغم -- روحا -  فإنه  سيبقى معنا أثرا ،وذكريات باقية إلى أبد الآبدين ،فالأعلام تذهب أرواحهم ،ولكن تبقى آثارهم روافد ترتوي منها كل  الأنفس المتعطشة للمعرفة والعلوم  .
2 - ماذا لو أغلقت قناة الجزيرة ؟
هي شعاع ،في فلك مظلم ، ببزوغه  تنفست أنفس كثيرة الصعداء ،  في داخل البلاد العربية ، وغيرها 
و وجد الآلاف  ضالتهم المنشودة ،وببزوغها امتد ظل الوعي ،و التحرر ،و التعبير داخل الأجسام العربية المكبوتة  ،و ببزوغها  وجد المواطن العربي مصادر إعلامية غير التي دأب عليها  ، إنها وسيلة للتوازن ، وإظهار الحقائق ،وكشف المستور  ...
قناة الجزيرة مدرسة ، و أكاديمية ،و مركز  دراسات ، و بحوث  غيرت العديد من المسلكيات ، والأفكار ،و الأذواق ، لدى المتلقي .
بإغلاقها ستثكل الشاشات الصغرى ،  ويهجر الملايين مشاهدة التلفاز !!!!
قناة الجزيرة القطرية ، تشكل رمزا من رموز السيادة لدولة قطر ،لا تقل عن الرموز الوطنية كالعلم ،والنشيد ، والعملة لدولة قطر .
و برحيل عبد الباري عطوان ، أو عزوفه عن الكتابة -لاقدر الله - سيتحسر اليوتيوب ، و التحليل الصحفي لقراءة الأحداث ،و استشرافها بصفة جادة ،و موضوعية ... نتمنى ميلاد ألف قناة للجزيرة ، وعمر مديد للكاتب والإعلامي الشهير عبد الباري عطوان .ما