خلاص الشعوب من نير الاحتلال مناسبة لاستدعاء الماضي المضمخ بالتضحيات الجسام و فرصة للتوثب الجماعي نحو غد مشرق، لكن أنظمة الفساد و المحسوبية بارعة في اغتيال اللحظات السعيدة، و العبور على جثمانها لتحقيق الطموحات الفردية غير المشروعة.
المقاومة، عيد الاستقلال.. أيام خالدة محفورة في ذاكرة أبناء هذا القطر، و تقديسها واجب وطني وليس مكرمة مقابل المأمورية الثالثة!! حياة الإنسان أيضا لا يجوز أن تكون موضوعا " للتصرفات السياسية"، فهي ليست مما لا يجوز بيعه، مع أنها ملك له، وليس "لكل إنسان قيمة في حياته" كما يقول لويس عوض.
و لكن إذا كان ثمن الإبقاء على بعض الأرواح اغتيال جوهر الديمقراطية (التناوب السلمي على السلطة)، فلتصعد تلك الأرواح إلى باريها، ولتغشاها الرحمة، فما الوطن برجل إسعاف شخصي، لكنه "غفور رحيم ". الرجال النبلاء يموتون في سبيل الوطن و لا يغتالون الوطن ليبقوا على قيد الحياة.