نص الخطاب:
"بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
أيها المواطنون أيتها المواطنات،
نخلد غدا، الذكرى السادسة والخمسين، لعيد الاستقلال الوطني المجيد، ويسرني بهذه المناسبة أن أتوجه بأحر التهاني إلى كافة أفراد شعبنا العزيز، راجيا لبلدنا الغالي دوام التقدم والازدهار،
أيها المواطنون، أيتها المواطنات،
بهذه المناسبة السعيدة أتوجه باسمكم جميعا بالتحية والتقدير إلى كل أولئك الذين قدموا الغالي والنفيس في سبيل تحقيق استقلالنا الوطني، والى أولئك الذين ضحوا ذودا عن حوزة البلد الترابية وعن حرية وكرامة ابنائه وكذلك إلى كل أولئك الذين بذلوا الجهود الجبارة في سبيل نهضة موريتانيا وتقدمها.
واخص بالذكر شهداء مقاومتنا الوطنية الأبرار الذين سطروا بدمائهم الزكية ملحمة المجد والفداء، حتى نال البلد استقلاله، وعلماءنا الأجلاء الذين آزروا المقاومة المسلحة بمقاومة ثقافية كان لها الفضل الكبير في صمود ثوابتنا الحضارية والفكرية في وجه الغزو والاستلاب.
إننا نستحضر في هذا اليوم العظيم، الدور الطلائعي الذي تلعبه قواتنا المسلحة وقوات أمننا في الذود عن سيادة الوطن، وحماية أمن المواطنين، وبهذه المناسبة أجدد التحية لكل أفرادها ضباطا وضباط صف وجنودا.
كما أحيي كل الموريتانيين والموريتانيات الذين يستحضرون عظمة هذا اليوم، ويعملون كل من موقعه وتخصصه في سبيل استقرار الوطن ورقيه وازدهاره. وأهيب بهم جميعا أن يترحموا معنا على شهداء المقاومة والقوات المسلحة وقوات الأمن الذين ضحوا بدمائهم الزكية في ساحات الشرف.
أيها المواطنون أيتها المواطنات،
لقد حرصنا طوال السنوات الماضية على أن تكون رؤيتنا للإصلاح والبناء شاملة تطال كافة المناحي التي توفر للمواطن الظروف الملائمة لحياة كريمة وللوطن الاستقرار والتقدم والازدهار وتسرع وتيرة التنمية المستدامة.
وفي هذا الصدد تم العمل على إصلاح التعليم، ليستجيب لمتطلبات التنمية، ويتماشى مع روح العصر، فشيدت الجامعات وفتحت معاهد التكوين المهني واستحدثت مدارس الامتياز.
كما أعطيت عناية خاصة للقطاع الصحي، فتم بناء وتجهيز المستشفيات العامة والمتخصصة والنقاط الصحية وتزويدها بالطواقم المؤهلة والمعدات المناسبة.
ويلمس الموريتانيون النهضة الكبيرة التي شهدتها البنى التحتية وشملت تشييد الطرق والسدود والموانئ والمطارات، والتطور الذي عرفته الزراعة والتنمية الحيوانية، وما تم إنجازه من مشاريع استيراتيجية كبرى في ميادين المياه والطاقة.
وتؤكد مما لا يدع مجالا للشك، مؤشرات الهيئات الدولية والمتخصصة ذات المصداقية نجاعة مقاربتنا الاقتصادية والتنموية. وما كان لهذه الإنجازات وغيرها أن تتحقق لولا الحرب التي أعلنا على الفساد والمفسدين، والتي أعادت للمال العام هيبته ومكنت من الاستغلال الأمثل لموارد البلد وتوجيهها إلى خدمة المواطن. وقد أولينا عناية خاصة للفئات الأكثر هشاشة من مجتمعنا، مكرسين انحيازنا الدائم لها، وهو الخيار الذي تبنيناه منذ أن منحنا الشعب الموريتاني ثقته، وستتواصل الجهود الهادفة إلى توفير المزيد من ظروف الحياة الكريمة لهذه الفئات وتأمين مستقبل مشرق لأبنائها.
أيها المواطنون،
أيتها المواطنات،
إدراكا منا لتلازم التنمية والأمن بادرنا منذ الوهلة الأولى الى وضع مقاربة أمنية محكمة، تهدف إلى إعادة بناء قواتنا المسلحة وقوات أمننا، تكوينا وتجهيزا وتحسينا لظروفها، فأصبحت قادرة على المبادرة والتحرك، واستطعنا في وقت قياسي أن نضبط حدودنا ونجعل بلدنا بمنأى عن تجاذبات وارتدادات بؤر الصراع من حولنا، فأضحى مواطنونا والمقيمون على أرضنا ينعمون بالأمن والأمان.وقد أصبحت مقاربتنا الأمنية نموذجا يحتذى، كما أشادت منظمة الأمم المتحدة بالمهنية العالية لأفراد فرق قواتنا المشاركة في عمليات حفظ السلام في إفريقيا.
أيها المواطنون، أيتها المواطنات،
لقد عملنا جاهدين خلال السنوات الماضية، على ترسيخ القيم الديموقراطية في بلادنا، وترقية الحريات الجماعية والفردية واعتماد آلية الحوار نهجا للتعامل مع الطيف السياسي الوطني، وقد شكلت النتائج الإيجابية للحوار الوطني الأخير دفعا جديدا لمسيرتنا نحو عصرنة مؤسسات الدولة وتبنيا لرموز سيادتنا.
كما حرصنا على إيلاء اهتمام خاص بالشباب والنساء من أجل تشجيعهم لمشاركة واسعة وفعالة في عملية البناء الوطني.
ولا يسعني في الختام إلا أن انوه باهتمامكم الكبير بحاضر البلاد ومستقبلها وحرصكم الدائم على صون المكتسبات التي حققناها معا خلال السنوات الأخيرة في مختلف المجالات.
عاشت موريتانيا حرة ومزدهرة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".