
إعلام لايعكس الواقع بكل حرفية ومهنية فهو إعلام* تسلياتي *أكثر منه إعلام إرشادات وعلاج وتأطير ،فالقنوات الإعلامية الحرة التي أرادت أن تضيف جديدا تعتمد على *الملهاة *أكثر من معالجة الأمراض التي تنهك المجتمع بالفساد وإنتشار المحرمات والفضائح الإدارية وعوضت هذه القضايا بإثارة هزات الأنظمة المتعاقبة :
أحداث مارس 1981م
محاولة إنقلاب ضباط الزنوج 1989م
محاولة إنقلاب فرسان التغيير 2003م
بينما لم تولي فضائح الإختلاس و الهلوسة والأدوية المزورة والمواد الغذائية المنتهية الصلاحية كبير إهتمام ..
الإعلام العمومي هو الآخر مازال يعتمد في عناوينه على مواد النشء ماقبل الألفية، ،غادر / عاد ،استقبل...ودع....مبادرة داعمة...
والمفارقة أن القنوات الحرة ،تشترك مع الموريتانية في البرامج الحوارية ذات الوجهة الواحدة، ،وكأنها أصبحت من باقة الموريتانية، أو أن الإعلام الحر عاجز عن مواصلة البرامج المثيرة التي كان يبثها منذ تحرير الإعلام السمعي البصري حيث يتم تدوير هذه البرامج عدة مرات في الأسبوع و الشهور .
الأهم من هذا كله أن موريتانيا خرجت من المحاولات الإنقلابية الدامية سالمة ومعافية رغم الجراح الأليمة ،وأكثر منها * ألماً* هو وأد أول تجربة ■ديمقراطية ■في بلد ■عربي■ ومنطقة الساحل.
ماعليه القول أن البلد يعاني ،ويعاني ،فلا عناوين حركات التصحيح، صححت الأخطاء، فالغبن ظاهر للعيان أنى وجهت سهام النظر صوب أي قطاع، والفساد لم يضمحل، و الرشوة والمحسوبية والنفوذ والقبلية أمراض أنهكت كاهل الأنظمة، وكل أمة عقبت أخرى تتخذ من تركاتها الثقيلة بداية الإصلاح الشامل، يبدأ تنافس علية القوم بالمسيرات والمهرجانات ولما تفرز صناديق الإقتراع أحشائها يبدأ *التدوير* وكأن المجتمع الموريتاني حد من النسل ليفرض الحال نفس الوجوه التي عجزت أن تقدم الأفضل،رغم ما أخرجته الأرض من كنوز الغنى ،الذهب والحديد والنحاس والفوسفات والغاز فضلا عن حقول الزراعة و ملايين الأنعام .
خلاصة القول أن فرسان التغيير اليوم و كشكول المنتدى و التكتل و قادة سياسيين حقوقيين و شرائحيين دوخوا الشعب بالتنظير منذ فجر الإستقلال و الثمانينات والتسعينات والألفية الى نهاية العشرية، يشتركون في ▪︎ إكدح ▪︎ واحد مع نظام لم يساير فلسفات المصلحون الذين ألهموا العالم بأفكارهم ونظرياتهم وفلسفاتهم الإصلاحية سواء بنظم شمولية أو نظم ديمقراطية ناضجة ،كالتجربة الصينية، أو تجارب النمور الآسيوية، أو البرازيل، و رواندا، و دول الخليج.
إن نبش جراح الماضي ،يولد الإحتقان، في بلد هش،و رخو ، وضعه الأقتصادي يشبه أوضاع الدول الموبوءة ،رغم كل إمكانيات الريادة ...