الثوابت السبعة الكونية هي أعمدة هذا الكون العظيم، وكأنها النوتات الأساسية في سيمفونية الوجود، لا تتغير ولا تهتز، بل تنسج قوانين الطبيعة من أصغر ذرة إلى أوسع مجرة. تبدأ القصة من الواحد، الرقم الأصلي في الطبيعية، وحدة لا تتجزأ، كأنها الخيط الذي تنسج عليه بقية القوانين. ثم يظهر ثابت الجاذبية G، ذلك اللحن العميق الذي يشد كل شيء إلى كل شيء، من التفاحة إلى الكواكب والنجوم. يتوسطهم العدد π، الدائرة السرمدية، رمز التناسق الكوني من الرياضيات إلى الأمواج الكهرومغناطيسية. وهو يصف كل الحركات الدورية والموجية في الكون. يتقدم إلى العرض الثابت c، سرعة الضوء، السرعة القصوى في هذا الكون، كأنها الحد النهائي الذي لا يمكن تجاوزه، تشكل الحدود بين الممكن والمستحيل. يليه العدد e، رقم النمو الأسي، قلب الرياضيات النابض الذي يظهر في التفاعلات النووية وفي الحوسبة وحتى في المصارف!. وثابت بولتزمان kB هو همسة حرارية بين العالم المجهري والعالم الكوني. هو الجسر الذي يربط الطاقة بدرجة الحرارة، والمفتاح الذي يفتح باب الفوضى المنظمة، أو ما نسميه بالإنتروبي. وأخيرًا، يظهر ثابت بلانك ℏ، أصغر كم للطاقة، المفتاح الذي فتح أبواب ميكانيكا الكم وأعاد صياغة فهمنا للواقع. هذه الثوابت ليست مجرد أرقام جامدة... بل هي شفرة الكون، ومفاتيح لغته، وجماله الخفي. وكلما غصنا في معناها، كلما أدركنا أن الكون لا يعبث، بل يُصاغ بدقة تتحدى الخيال.