حين أفتى مشايخ الحيض والنفاس بالجهاد في أفغانستان والعراق.. وفي أمر غزّة بلعوا ألسنتهم!!د. محمد أبوبكر

أحد, 03/23/2025 - 01:01

لم يعد لفلسطين أو غزة أيّ ذكر لدى مشايخ اليوم ، ولا حتى خطباء يوم الجمعة ، فلغزّة ربّ يحميها ، هم مشايخ الحيض والنفاس الذين ينشغلون يوميا بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان ، لا مجال أبدا للحديث حول ما يجري في فلسطين ، والجرائم التي يتم ارتكابها بحق شرف وكرامة الأمّة ، حيث لا مدافع عنهما غير مقاومة فلسطينية وجدت نفسها وحيدة في ساحة النضال والكفاح .
سامحني يارب ؛ لا أستطيع أبدا الذهاب إلى المسجد يوم الجمعة ، فخطيب الجمعة بات مملّا ، يعاملنا وكأننا تلاميذ في المرحلة الإبتدائية ، يلقي علينا دروسا باتت وراء ظهورنا ، منذ كنت في الصف الرابع الإبتدائي ب ، ياويل هؤلاء المشايخ الذين يتفننون في طلاء لحاهم باللون الأشقر ، ويتلذذون بطعام وشراب وموائد عامرة ، وهم يشهدون كل يوم حجم المجاعة الرهيب في غزة .
سامحني يارب ؛ هؤلاء المشايخ الذين تخصصوا في كل ما يتعلّق بالشأن النسائي ، هم والله مشايخ الحيض والنفاس ، لا علاقة لهم بدين ولا حتى إنسانية ، هم مشايخ السلطان الجائر ، فهو وليّ الأمر حتى لو قام بارتكاب معصية الزنا أمام جمهرة من الناس ، هكذا يفتون ، فطاعة وليّ الأمر واجبة حتى لو كان ولي الأمر كلبا وابن كلب !
مشايخ الحيض والنفاس هم الذين أفتوا في سنوات غابرة بضرورة الجهاد في أفغانستان وسوريا والعراق ، هم الذين أنتجوا لنا داعش والنصرة وغيرهما ممن أجادوا قطع رؤوس عباد الله ، غير أنّ هؤلاء بلعوا ألسنتهم وأصابهم الخرس حين تعلّق الأمر بفلسطين ، وشعب فلسطين ومقاومتها ، لا بل وأمعن بعضهم في شيطنتها ، وإلقاء اللوم عليها ، وذهب منهم من أفتى بأن حماس فئة مارقة ومنحرفة ، كلّ ذلك لأجل رضا وليّ الأمر ، الذي يأتمر بتعليمات وليّ أمر آخر ، في واشنطن أو تل أبيب .
حاولت مرارا تغيير المسجد كلّ يوم جمعة ، لعلّني أعثر على مرادي ، كلّهم درسوا وتعلّموا عند شيخ واحد ، لا أمل في مثل هؤلاء ، الذين يثيرون في نفسي كلّ تقزز وقرف ، فهذا ليس هو ديننا ولا إسلامنا الذي نعرفه ، مابينهم وبين دين الإسلام سنوات ضوئية ، مشايخ يعبدون وليّ الأمر ، يتلذذون بالهوان والذلّ ، المهم هو الحصول على حفنة من المال القذر ، وخذ ياسيدي ما تشاء من الفتاوى .
لا يحتاج أهل غزّة لفتاويكم ، ولا لمساندة منكم ، انتم أضعف من اتّخاذ قرار ينجيكم من عذاب عظيم ، سيروا في غيّكم وطغيانكم ، فأهل غزة هم الفئة الصابرة المحتسبة ، والمنتصرة بعون الله ، مهما اشتدّت الخطوب والأهوال ، وأدعو الله أن يرينا بكم يوما يامن اخترتم طريق الضلال حتى تصهينتم كما هم أولياء أموركم .. قبّحكم الله !
كاتب فلسطيني
Print This Post
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية "راي اليوم" مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع للدعم: