تطور عقليات الناس في عصر التنوير فرض شكلا من نيل الحقوق، وازداد طلب الحقوق أكثر، فأكثر مع تطور وسائل التكنولوجيا لذلك كل المنظومات القانونية تتفق على العدل والمساواة ليس في موريتانيا وحدها بل في جميع دول العالم.
إذا تحدث بعضهم من الضفة الأطلسية منتقدا النضال الشرائحي فهو مصيب ونحن أيضا ضد النضال الشرائحي،ولكن له أن يتساءل : لماذا النضال الشرائحي؟
متفقون جميعا، أن النضال الشرائحي، آفيون ،ونار بدخان، ولكن، لكي نقضي على مرض يجب أن نكافحه باللقاحات المضادة، بالفكر،والتشغيل، والولوج الى أماكن التمكين.
الفكرة وأي فكرة، لا تبدأ إلا من فرد واحد، ومع قدرة الشخص على التوصيل تتشعب ،بغض النظر عن تداعياتها سلبية كانت أم إيجابية.
مارتن لوثر كينغ، طالب بحقوق السود،فقط، ولم يطالب بالإنتقام...
نيلسون مانديلا، سلك نفس الخطى...ونجح،كما نجحت رؤية مارتن لوثر كينغ قبل ذلك، والسود بجنوب إفريقيا، لم ينتقموا من البيض،لكن مؤسساتهم الديمقراطية نزيهة، وشريفة ومن نزاهتها فرض العقوبة على منتهكي المال العام بمافيهم الرئيس السابق زوما نفسه، و ترأس السود في جنوب إفريقيا ك،أغلبية لم يؤثر على مدى قوة البيض نظرا لعامل المعرفة والثروة ومع ذلك الكل لملم جراحه .
في موريتانيا يرجع بعضهم قلة بعض المكونات الإجتماعية في دهاليز الإدارة الى عدم الكفاءة وهذه **مغالطة **وجنوح عن الحقيقة، مامن مكون إجتماعي إلا وعج بأنواع الشهادات ولو افترضنا جدلا الشهادة والكفاءة على الأقل نتخطى مرحلة الإرتباط بالآخر في ضرورات الحياة مادمنا ننطلق من الكفاءة ك...معيار للتعيين ،فإذا تجسدت الكفاءة على أرض الواقع سيجد كل الشعب بألوانه وألسنته وجهاته جدوائيها وفوائدتها ...
إن نظرية أفلاطون " المدينة الفاضلة " إن اسقطناها على الكيانات فإنها قد تكون نسبية إلا أنه كلما قربت من التحقق في مجتمع ما كلما كان ذلك المجتمع أكثر تكريسا للعدالة وتقاسم المال والأعمال والنفوذ والسؤدد.
السبق في التعلم يقود إلى فرض الذات بصفة حتمية كما في أمريكا وغيرها وحتى في موريتانيا وفي جنوب إفريقيا ورواندا و مالي و أستراليا ودول أمريكا اللاتينية و في كل بلدان العالم ففي المناصب الشعبية تجد مقاطعة ذات لحن دائم وكأنها مسلمة رياضية فإذا كان الحزب يمثل الدولة فالدولة تساوي بين جميع أطيافها في التمثيل وإذا كان الأمر يعود الى نفوذ أسر معينة فإن التوازن خرج عن سياق دولة القانون وإذا ماحدث مرة واحدة من باب الصدفة فإن ذلك لم يؤثر إجتماعيا ولم يحرك المياه الآسنة .
إن عدم إدراك هكذا أمراض يغذي الشرائحية في زمن تعبر فيه الأزمات الدولية بفعل هشاشة الشعوب ودكتاتورية الأنظمة وغطرسة القوى الكبرى ونقل صراعات حروبها الى الأسواق ونقاط الريع فهلا حصنا بلدنا أكثر ؟
أعتقد أن الكفاءة تبرير ** للإقطاع الفكري **، فكل مكونات الشعب، فيها القدر الكافي من المتعلمين، للتقارب في أماكن التمكين...
محمد ولد سيدي _ المدير الناشر