جعجعة و طحين _ رأي حر

سبت, 01/18/2025 - 00:49

لاشك أن حصيلة البعثات التشاركية التي جابت عموم التراب الوطني ستكون بحجم كتاب من المطالب الملحة وكان من المفروض تجاوز أغلبها منذ عقود خلت .
الذين يتحدثون عن ديناميكية جديدة مغايرة لفلسفة الوزير الأول السابق محمد ولد بلال بالغوا في الوصف،وإن كان الوزير الأول المختار ولد إجاي أقرب هو / qualitè الوزير الأول ولد الشيخ سيديا.،جولات،لقاءات،تصريحات قصيرة .
المقابلات الصحفية المفتوحة ربما تميل الى كفة إسماعيل ولد بدة ولد الشيخ سيديا .
ومهم جدا العمل أكثر، و التقليل من المقابلات كما هو شأن الحكومات التي أخذت لنفسها حيزا في طابور الدول التي نجحت في توفير لقمة العيش لسكانها وفكت الإرتباط مع الآخر في الغذاء، وماعلق به من ضرورات الحياة.

الحقيقة أن الواقع متداخل ،ومشترك، لئن كان محمد ولد بلال ورث عن ولد الشيخ سيديا الإجتماعات اليومية باللجان الوازرية المتخصصة بالبيئة،أو الزراعة أو الأسعار...الخ،فإن المختار ولد إجاي حافظ على نفس الريتم، دون أن يحدث ذلك تغييرا إيجابيا على حياة المواطن .
ولئن كان ولد بلال ورث عن ولد الشيخ سيديا تدوير وجوه ما،فإن المختار ولد إجاي اتبع سبيل سلفه.
وهنا تكمن إشكالية:
أن موريتانيا لم تحدد النسل، وكل شخص مهما،كانت قدراته،المعرفية، يوجد العشرات من حملة الشهادات قادرين على القيام بنفس الدور الذي كان يقوم به، فلماذا يتم التجديد، وإعادة الثقة، في من عجزوا أن يقدموا الأفضل، خاصة إذا كان من بينهم من لوحظت عليه أحراش تسييرية ؟
أ لا يعطل ذلك مسار النماء ؟
مالم ينتبه له الكتاب والمراقبين إلا قليلا منهم هو قاسم "الخضرمة "ودخول وجوه "معارضة لم تزد الطين إلابلة ،فقدت بوصلة التأثير وتشتت شعبيتها الى حد الإفلاس .
الراقصون بفنون اللغة ،الممجدون للوزير الأول المخضرم المختار ولد إجاي مهندس المشاريع الكبرى في العشرية،سنذكرهم بمشاريع، أشرف عليها،خلال حقبة العداء له:
1_ مشاريع زراعية في إترارزة ولبراكنه وكوركول وكيدي ماغا
2_ فك العزلة عن جميع ولايات الوطن تقريبا
3_مستشفيات القلب،والكبد والأمومة والصداقة وأخرى في بقية الولايات والمقاطعات .
4_ جامعة وكليات ومعاهد
5_ ساحات عمومية
6_ توسعة نواكشوط _ الترحيل _
7_ تغيير وجه العاصمة
8_ مطار نواكشوط
9_تحسين القطاع المالي
10_ ولوج الضعفاء للمدرسة الوطنية للإدارة والصحافة والقضاء
11_ نظام بيومتري ضبط الهوية الوطنية
12_ الحرية بلا حدود
13_ تدوير احتفالات الإستقلال لما لها من فوائد
14_الإعتناء بالمدن الأثرية
15_إحياء شركة النقل العمومي
16_ إحياء شركة الموريتانية للطيران
لماذا استطاع الوزير الأول المختار ولد إجاي هندسة هذه المشاريع بميزانية أقل من الميزانية الحالية بأكثر من النصف ولم نر مشاريع كبرى توفر ميئات وآلاف الوظائف للشباب العاطل قبل أن تفرضه ظروف الحياة القاسية الى الهجرة بالآلاف المؤلفة ؟
النظام التواق الى النجاح، يجعل من المعوقات لبنات للعبور الى المستقبل.
حسنة تحسب للنظام، ادخال كل الطيف،السياسي المعارض،في الجسم الإداري ، ولكن، هذا الجسم السياسي * الدخيل *على النظام جلب له من الأضرار مالم يجلبه ،له، من *المنافع*،وبالتالي فإن أزمة العشرية أدخلت النظام في ورطة ، خاصة أن سينفونية الخلف،لها لحن خاص،و أوتار تكفر عما قبلها، كما كفر أصحاب الأقلام الحداد في العشرية عن آرائهم في الأيام الخوالي،مع أن النظام هو نفس النظام تحور نسبياً، في الشكل،والحزب، وحافظ على النهج وكأني بقائل يقول :
يا حبذا جبل الريان من جبل

وحبذا ساكن الريان من كانا

لاشك أن قاطرة البناء تكمن في محاربة الفساد حيث ارتقت جميع الشعوب إلا أن الآليات الموصلة للأهداف المنشودة يجب أن تسلك بنفس الحسابات الرياضية، وإلا فإن النتائج المتوخاة لم تتحقق، ميزانية بألف مليار ، تنمية الحوض الشرقي 40مليار، عصرنة نواكشوط 50مليارا، وميزانية تآزر ميئات المليارات، بينما نواكشوط من أواخر العواصم يقام فيها الجسور.
المظاهرات والإحتجاجات تحدث روتينيا من أجل الكهرباء والمياه، العمال في الإضرابات والوقفات ،الأسعار تبلغ عنان السماء ،التخبط سيد الموقف، مساكن للطبقات الهشة، حورت،الى المعلمين رغم صغر أحجامها وعدم تماشيها مع المعايير الدولية لمساكن العمال،الرواتب هزيلة وضعيفة، والمصانع التحويلية والتركيبية ذات الحجم الكبير الممتصة للبطالة قليلة، الى غائبة، كالأجهزة،ووسائل النقل، والإعتماد على المنتج الأجنبي ديدن كل الأنظمة المتعاقبة وبالتالي فلا الموقع الاستراتيجي استغل بالشكل المطلوب ولا المساحات الصالحة للزراعة كذلك أما الثروة الحيوانية والسمكية فإن المواطن صار في حيرة من أمره من الإرتفاع الصاروخي لأسعار اللحوم الحمراء والبيضاء وكأن موريتانيا لم تعد دولة مصدرة للسمك ولم تعد تمتلك ثروة حيوانية تكاد تكون أكثر من سكانها و الأقوياء والنخبة أكثر علاجاتهم في المشافي الدولية.
جعجعة بطحين ، ولكن...هل من مزيد ؟ هل من مزيد؟ فقد مسنا وأهلنا الضر من سوء التسيير، وآن الأوان أن نلحق بالدول مادامت الأرض تفجرت بالحقول وقذف البحر من أعشائه المعطاء.
محمد ولد سيدي _ المدير الناشر