إن أخطر ما يهدد الدول وتماسكها ووحدتها واستقرارها هو التعثر وللتعثر أسبابه شئئنا أم أبينا والتعثر بحد ذاته عائق والإعاقة لها علاج يعطي أكله ونتائجه حسب جودة العلاج و مراقبة الإمتثال للعلاج .
إننا في عصر التقدم التكنولوجي لم يعد فيه شيء مخفي، المفسد مفسد ،والمصلح مصلح ،في أي بلد من العالم حتى لا نستثني موريتانيا،و المنصات مجرد وسائل لتقريب الخدمة من المواطن ولكن يوجد من المشاكل البنيوية مالم يمكن حله على منصة عين أو منصات أخرى.
1_مشكلة الملكية العقارية التي طالما شكلت نزاعات بينية .
2_مشكلة الفساد الإداري
3_مشكلة الصحة
4_مشكلة التعليم
5_مشكلة المواصلات
6_مشكلة الزراعة
7_ مشكلة الكثير من المرافق الإدارية المتهالكة
8_مشكلة الأدوية المزورة والمواد الغذائية المنتهية الصلاحية.
9_مشكلة تدوير من عجزوا أن يحدثوا نقلة نوعية في القطاعات التي تولوا تسييرها في فترات ماضية حتى ولو لم تسجل عليهم خروقات مالية أما إذا كان بعضهم قد سجلت عليه خروقات مالية وسجن أو فرض عليه التسديد، فتلك هي الكارثة والجسم لاينمو مع وجود عضو منه غير سليم وهذا ينطبق على الدولة لا يمكن أن تتقدم ولا حتى تتغلب على معضلات النمو الأساسية مالم تقضي على الفساد و يتولى الرجل المناسب المكانة المناسبة ،
جمع التبرعات لمنكوبي فلسطين،تحت يافطة القبيلة ونحن لدينا دولة وحكومة قدمت في عصور خلت لفلسطين مالم تقدمه دول أخرى فكيف يكون للقبيلة من نفوذ في ظل دولة القانون؟
سيرورة النهج هذه هي ماجعلت البلد يتأخر كثيرا عن البلدان التي استقلت معه مطلع الستينات وبعد عقد الستينات وعليه فإن أسس البناء مركزية يخطط لها في العاصمة من طرف الرئيس و الوزير الأول ويعزى الى الوزراء تنفيذها وبالتالي متابعة برامج التعمير من قبل اللجان الفنية لكل قطاع والمراقبة من قبل السلطات والهيئات المختصة.
الحقيقة أن بعثات الإستكشاف والتشخيص ونحن في يناير سنة 2025م أي بعد 65 عاما من ميلاد الدولة المدنية في 28/11/1960 كأننا في أولى خطوات إرساء لبنات البناء وبعد 65عاما تفجرت الأرض بالمعادن وقذف البحر من أعشائه المعطاء نفط وغاز و نحتت السنين عن حقول الذهب والحديد والنحاس والفوسفات ومع هذا بقي الجمال ضالة مفقودة في مدننا؛
لا قطارات للركاب، ولا ملاعب عملاقة، و لا طرق سيارة ولا أوراش كبرى لإمتصاص البطالة ، الشوارع رولية، وبقي الشباب يتيه بين تدني الأجور ولسع البطالة والهجرة عن البلاد والأدهى والأمر لم تغن الميزانيات الفلكية عن زيادة المديونية وهوما قد يضع نكبات كثر أمام أجيال الغد.
ليس بالشدائد تتكون الأمم ، فلئن استطاعت رواندا لملمة جراحها ،فإن هناك دول أخرى ،استطاعت تخطي معوقات التنمية فأعطت الدروس للعالم، وبلدان، منها مالديه ثروات ، بدت ظاهرة في جمالها، ومنها،مالم يكن لديه ثروات، فأتخذ مقاربات، عوضت ،نقص الثروات، كالمغرب وتونس وتركيا وسنغفورة،وهذه الدول هي وجهة المتعالجين والمصطافين من نخبتنا القوية حيث العلاج والسياحة وشراء العقارات هناك،فلماذا لا تتخذ حكوماتنا المتعاقبة مقاربة أخرى تجعل الهجرة والقبلة الى هذه البلدان عكسية نحو البلد الأم موريتانيا،مادام الإستقرار مساعد ،والثروات متنوعة، والأمن موجود، والمجتمع مسالم ؟
الحقيقة أن كل فلسفات الإصلاح المقام بها لم تؤتي أكلها، رغم كثرة الصناديق، والمجالس العليا، والإستراتيجيات، ففي كل نشرة تقويمية لإحدى الهيئات الدولية المختصة في أي مجال من مجالات التنمية تأتي موريتانيا في المؤخرة والأدهى والأمر أنها تأتي مع دول منكوبة ،ك،أفغانستان ودول الساحل ...الخ
غياب الجمال عن نواكشوط ك....عاصمة سياسية، وغياب الجمال عن نواذيبو ك...عاصمة إقتصادية، ينوب عن بقية عواصم الولايات الأخرى التي هي في حالات يرثى لها، سواء في الصيف ،أو فصل الخريف وخلاصة القول أن هناك خلل بنيوي متعدد الأوجه والمشارب هو العائق الأول أمام تقدم البلد لم يجد الحل بعد ولنترك الإنشغال في القضايا التي لم تقدم ...ك الثنائيات ،العرب وازواية، لحراطين والهوية،البيظان ولكور والفرنسية والعربية.
محمد ولد سيدي كاتب صحفي