ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻳﺔ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭ ﻻ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺸﻐﻞ ﻫﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ، ﻭ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻮﻗﻔﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻹﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﺿﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﻫﻲ ﺳﺒﺐ ﻫﺠﺮ ﺍﻷﺧﻮﺍﺕ ﺑﻌﻀﻬﻦ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ - ﻗﻄﺮ - ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ... ﻗﺪ ﺗﺘﻌﺪﺩ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ،ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻻﺗﻜﻮﻥ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎﻳﻄﺮﺡ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺆﺍﻝ :
ﻫﻞ ﻳﺮﺟﻊ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ ﻣﻦ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺎﺧﻤﺔ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻣﺜﻞ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﺳﻮﺭﻳﺎ ، ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ،ﻭ ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ،ﻭﻣﺼﺮ ،ﻟﻴﺒﻴﺎ ،ﻭﺇﻳﺮﺍﻥ ؟ ﺃﻡ ﺃﻥ ﻧﻔﻮﺫ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﺔ ﻭﺩﻋﻤﻬﺎ ﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻦ ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻲ ﻭﺍﻟﻤﺘﺴﺎﺭﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻧﺄﺕ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ؟ ﻫﻞ ﺳﻨﻨﺘﻘﻞ ﻋﺪﻭﻯ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺍﻟﺨﻼﻗﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ؟
ﻫﻨﺎﻙ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﻫﻲ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﻭﻫﻲ :
1 - ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻭﺛﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺩﻋﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭ ﻟﻴﺒﻴﺎ ...
2 - ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻋﻠﻰ ﻭﺩ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺗﻄﺒﻴﻖ ﺃﺟﻨﺪﺍﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻧﻴﻞ ﺛﻘﺘﻬﺎ .
3 - ﺍﻟﺴﺒﺎﻕ ﻧﺤﻮ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﺍﺑﺮﺍﻡ ﺍﻷﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔﻭﺍﻟﻄﺒﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ ﻗﺼﺪ ﺗﺤﺼﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻭﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎﻣﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ . ﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ .
ﻋﻮﺍﺋﻞ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ .. ﻭﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ
ﺇﻥ ﺃﻛﺒﺮ ﺧﻄﺌﺎ ﺍﺭﺗﻜﺒﺘﻪ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻫﻮ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﺍﺋﻲ ﻣﻦ ﺛﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭ ﺇﺟﻬﺎﺽ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺗﻮﻧﺲ ﺍﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻼﺣﻆ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﻤﺎﻟﻚ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭ ﺗﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﻟﻸﺣﺰﺍﺏ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺑﺘﻮﻧﺲ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻄﺮ ﻣﺴﺘﺜﻨﺎﺓ ﺑﻴﺪ ﺃﻧﻪ ﻳﺆﺧﺬ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎﻳﺆﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻊ ﻣﻊ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻛﻌﺮﻭﺵ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻢ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻋﺪﺓ ﻷﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻗﻮﺓ ﻭ ﺩﺍﻓﻌﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻭ ﺍﻷﻣﻞ ﺍﻷﻭﺣﺪ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻃﻤﻮﺣﺎﺕ ﻭﺗﻄﻠﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ .
ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺍﻟﺨﻼﻗﺔ ..
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺗﺴﺮﻳﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻵﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﻴﻦ ﺍﻣﺎﺭﺍﺗﻴﻴﻦ ﺿﺪ ﺍﻟﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺸﻘﻴﻘﺔ ﻗﻄﺮ ﻭ ﺗﺴﺠﻴﻼﺕ ﻣﻨﺴﻮﺑﺔ ﻷﻣﻴﺮ ﻗﻄﺮ ﻭ ﺍﻹﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻟﻴﺆﻛﺪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺌﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﺍﻟﻼ ﺇﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻓﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺗﻜﺎﺩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺗﻌﺼﻒ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺗﺘﺸﻌﺐ ﻳﻮﻣﺂﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﻭ ﺷﺘﺎﺋﻢ ﻣﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺗﻠﻚ ﻭ ﺇﻧﻪ ﻟﻤﻦ ﺍﻟﺴﺬﺍﺟﺔ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﻋﻮﺍﺋﻞ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺃﻥ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻭ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻋﻬﺪﺍ ﻓﺎﻟﺘﺴﺮﻳﺒﺎﺕ ﻣﻘﺼﻮﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﻮ ﺗﻄﺎﺣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻟﺘﺒﻘﻰ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺁﻣﻨﺔ ﺑﻼ ﻣﻨﺎﺯﻉ ﻭ ﻟﺘﺒﻘﻰ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﺿﻐﺎﺙ ﺃﺣﻼﻡ ﻓﻘﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻻ ﻋﻬﺪ ﻭﻣﻦ ﻳﻌﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻬﻮ ﻭﺃﻫﻢ ﻭ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺛﻤﺔ ﻣﻦ ﺛﻘﺔ ﻓﺈﻥ ﺩﻭﻳﻼﺕ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻳﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺧﻴﻮﻁ ﺳﻲ ﺃﻱ ﺃﻱ ﻭ ﺍﻟﻤﻮﺳﺎﺩ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻬﻢ . ؟