الخطة العشرية وخطة الإقلاع الإقتصادي- الواقع والآفاق!!

خميس, 12/16/2021 - 19:01

كل أمة تريد أن تواكب التطور- ليس بالأمنيات والأحلام، فحسب، ولكن، بالعمل والبرامج الخلاقة.
أن تساير أمة، الشعوب التي حجزت، لنفسها، مكانة، في مصاف الدول التي تجاوزت، معضلة الأكل ومياه الشرب، والكهرباء، والصرف الصحي، دون أن تتخذ استراتيجية واضحة المعالم، مستحيل.
أعلنت موريتانيا عن خطة الإقلاع الإقتصادي، في السنة الأولى من عهدة الرئيس محمد ولد الشيخ، سنة 2021 ورصدت لها مبالغ مالية ناهزت ربع مليار أوقية، ولأهمية هذه الخطة، أنها، جرعة مكملة لبرنامج انتخابي لو طبق بحذافره، لقطعت البلاد مرحلة ممتازة في النمو.
المفارقة أن بلاد المليون " مسلم " ،وشاعر، ووجيه، وصاحب مبادرات، لم تعلن من قبل عن خطة، خماسية، ولا خطة عشرية، محددة ذات بعد إقتصادي يمكن أن تقرب بين المكونات الإجتماعية ،من الناحيتين الجيو إقتصادية واجتماعية، تنمر، وظلم، وتهميش للفئات الأكثر هشاشة، وذات الأقدام المتأخرة في الهرم المجتمعاتي، حيث اهتزت الساحة الوطنية بزلازل المظلومين من بقايا الإستعباد أو الحط من شريحة لمعلمين في وقت تشترك فيه كل الفئات من آثار التخلف العلمي، والحضاري، وعدم الإستقلال عن الآخر في المجال الغذائي، رغم الثروات والخيرات التي تغص بها فيافي وشواطئ هذه البلاد.
إن أمة لا تعيش بعرق جبين أبنائها ستبقى خارج السرب، وعرضة للأطماع الخارجية.
لا بد من خطة، مدروسة، وعلى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إذا أراد أن" ينقذ "مشروعه من الضياع، أن "يمركز "، مفاتيح " العلاج " في يده، ويباشر العمل ليلاً،ونهاراً،ويفاجئ الإدارات والوزارات ومدراء المشاريع بالزيارات الغير معلنة ،بكرة وأصيلاً،فقطار الخمسية أوشك على بلوغ منتصف الطريق،والحصيلة أوضح من شمس الظهيرة.
العالم اليوم، تحت تأثير، الخطة العشرية التي أعلنتها الصين مطلع الخمسينات،إذ لم تبلغ الخطة الرابعة عشر، من الخطة العشرية، حتى سمحت للأسرة الواحدة أن تنجب الإبن الثاني منتصف عشرية بلاد المليون شاعر ،ثم سمحت للأسرة الصينية أيضا بإنجاب الإبن الثالث،السبب هو الطفرة الإقتصادية التي أتت أكلها، ففي مطلع الخمسينات كانت نسبة الفقر في الصين الشعبية تبلغ 90%من تعداد السكان البالغ عددهم مليار ونيف، بعد خمسة عقود تغيرت المعادلة، وتحديدا أواخر 2019إذ بلغت نسبة الفقر 10%في الأقاليم التي تشهد عنفاً، أي أن أكثر من 800مليون نسمة تجاوزوا خط الفقر، ولما ظهرت جائحة كورونا، وتوقفت المصانع، وأغلقت الطرقات، كانت الصين هي الرئة التي يتنفس بها العالم، حتى الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا والعالم العربي والإسلامي الكل يستنجد بالصين كي يؤمنوا مواطنيهم، وأسواق العالم تغزوها الصناعات الصينية.
مليار ونصف المليار توفرت لهم كل سبل الحياة، ثم غزوا الفضاء، والأكوان، السبب هو الصرامة، في حماية المال العام، ومعاقبة المجرمين، والخونة وتطبيق القانون.
وعلى خطى الصين، سلكت سنغفورة نفس المنحى في غضون خطة سباعية، أي أقل من عشرية عند أهل لخيام، ثم تلتها ماليزيا، وبقية النمور الآسيوية.
ثم تحلق بنا طائرة الإقلاع المسيرة الى دولة رواندا، الغير مسلمة، الحبيسة، لترينا كيف نحول أمراضنا الى طاقة خلاقة، وكيف نصنع من مدننا أنظف المدن، والشوارع، وكيف نصبح منطقة جاذبة لرأس المال الأجنبي، وليس بلداً،منفراً؟
في كل هذه البلدان التي ألهمت الخبراء الأقتصاديون والكتاب والإعلاميين بنجاعة سياساتها، لا مبادرات، ولا تثمين، ولا اتلحليح، ولا صناديق للمشيخات،في الألفية الثالثة، إذ لا شكر على واجب، فالنظام يجب أن يبني، ويبني، ويعدل بين الرعية.
لن نساير الركب، مالم نتخذ خطة إقلاع، وقودها ،أكفاء، وديناميكها العقوبة القاسية، ولو الى حد الإعدام، للخونة، يومها، سنطلق الأقمار الصناعية، وتغزو المنتجات الفلاحية الموريتانية أسواق العالم.
لا يمكن حجب الشمس بغربال ، الذهب لم يرفع من قيمة العملة، وقبله الحديد، والسمك، ومعادن أخرى، والصيد، والديون تتراكم يوما بعد يوم، والصناعات الكبرى لما نراها بعد، والبطالة، تجر أذيالها في صفوف المتعلمين، وحملة، الشهادات، والعمال، يعانون من تدني الأجور، فلماذا أنتم ترقصون على وتر الإخفاق وتذيل قوائم مؤشرات التنمية؟
محمد ولد سيدي المدير الناشر لموقع اركيز انفو