نهضة اليابان في هيروشيما، فهل سيكون غلق معبر الكركارات القاطرة التى ستنهض بها موريتانيا في مجال الغذاء؟- محمد ولد سيدي

أحد, 11/08/2020 - 20:46

الشدائد تكون الأمم، و كثيرة هي الشعوب التي حولت مأساتها، وآلامها، وتخلفها الى قوة، وتجارب ناجحة في مشارق الأرض ومغاربها،والدول التي حولت مأساتها، وهزائمها الى سيطرة وتفوق هي:
1- المانيا التي قسمت الى دولتين بعد هزيمتها خلال الحرب الكونية الثانية، فتوحدت بعد إنهيار القطب الإشتراكي، وأصبحت أقوى دولة في أوروبا، وهي الديناميك المحرك للأتحاد الأوروبي، ثاني أكبر قطب إقتصادي في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
2- اليابان التي خسفت الأرض بمدنها، وأساطيلها، وأول دولة تقصف بالقنابل النووية ، فكان استسلامها للحلفاء، يقظة مارد،فلم يبق جهاز ، ولامنزل، ولا،آلة في الشرق، أو الغرب إلا وتوجد عليه بصمات يابانية .
التجارب متنوعة، بتنوع الشعوب، والكرب، رواندا الجريحة التي خرجت تواًّ، من حرب أهلية، حققت نجاحات في جميع الصعد، ، محاربة الفساد، وجلب المستثمرين، والمصالحة الوطنية، بين التوتسي والهوتو، نجحت في الزراعة وهي دولة حبسية!، نجحت في الصناعات التحويلية، نجحت في إطلاق الأقمار الإصطناعية.
دولة أخرى أصغر من ولاية إينشيرى، حولت حصارها، وارتباطها بمحيطها الى الإستقلالية الأقتصادية، إنها دولة قطر التي حوصرت من جيرانها، فاقأمت مزارع لتوفير الألبان، و مصانع للأعلاف، وشيدت مرافئ وموانئ أنستها في موانئ الآخر، مطبقة المثل القائل : الماهو فيدك لا تعمل اعليه! ،ورب ضارة نافعة، فقد إنخفضت أسعار المواد الغذائية الأساسية في الدولة المحاصرة، المغضوب عليها من جيرانها، وعنجهية دونالد ترمب، وقوى أخرى كان ينبغي أن تشجعها على نهضتها الإقتصادية والتنموية، ودورها الريادي في المنطقة والعالم قاطبة، دولة صغيرة بالحجم، كبيرة في الوزن دولياتياًّ، تحتضن مؤتمرات لحلحلة كل النزاعات الدولية، بين الولايات المتحدة، وطالبان، وبين فتح وحماس، وبين الأطراف السودانية، وبين الحكومة السنغالية ومعارضتها،فضلا عن حل الخلافات القائمة بين بعض دول القرن الإفريقي ، أما في مجال البنية التحتية، فقد أصبحت جوهرة الخليج، وعاصمة الرياضة العالمية، وملجأ العلاج لكبار النجوم في أوروبا وأمريكا، قطر صغيرة بحجمها، لكنها سجلت نفسها ضمن كبار الدول التي وضعت حداًّ للمعوقات والإستسلام للقهر، فناضلت،و كافحت، ونجحت في تخطي الصعاب وفي ذلك عبرة لشعول مازالت ترتبط بغيرها في أكسجين الغذاء والدواء، ومن هذه الشعوب ،شعب المليون شاعر!
وجد قادة بلاد المليون شاعر- موريتانيا حالياً- أكثر من درس في الإعتماد على نفسه، والتحرر من التبعية الغذائية للآخر، والدروس المستخلصة من الأزمات والكرب في سنة واحدة هي:
1- جائحة كورونا التي أوقفت الحياة في الدول الصناعية، فما بالك بالدول المستهلكة!
2- أن الفساد هو العقبة الكأداء أمام أي تقدم، والدول التي نجحت في تأمين معيشة شعبها عاقبت، وسجنت، وأعدمت الكثير من فلذات أكباد شعوبها، فحققت ما تصبو إليه،حتى تجاوزت الإكتفاء الذاتي، الى التصدير،المفارقة في بلاد المنارة والرباط، يتم تدوير المفسدين، من قبل المصلحين، مايعني أن التعلق بالآخر، نهج وراثي، غير قابل للتجاوز!
قصارى القول، أن تحقيق الإكتفاء، حلم طال أمده، وأن لا تكون إرادة حقيقية لدى حكام البلاد، مسألة لا يقبلها العقل، ولا المنطق السليم، المشكلة تكمن في قضية واحدة، هي وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، هذا هو مفتاح تحقيق الإكتفاء بعد 60 سنة من الإستقلال ،والشفرة الثانية محاربة الفساد محاربة حقيقية، عندها، سننجح في الإستغلال الأمثل لآلاف الهتكتارات من الأراضي الصالحة للزراعة على ضفاف نهر السنغال في ولايات اترارزة ولبراكنة وغوركول وكيديماغا، وفي بحيرة....كانكوصة، وما يجب على قصَّارِ النظر ،معرفته، الذين يستبشرون بقدوم سفن مغربية وطائرات جزائرية لتغذية السوق المحلية بالخضروات، أن الدول الأجنبية لا تسعى إلا لمصالحها قبل مصلحة دولة أخرى، أما كان من الأولى أن نزود- نحن ملاك ضفة من أكبر ضفاف أنهار إفريقيا- البلدان القريبة، و البعيدة، منا، بالمنتجات الزراعية، لذا إغلاق معبر الكركارات، هل سيكون القاطرة التى ستنهض بها موريتانيا، مثلما نهضت اليابان بضربة هيروشيما، أم أن الدروس ستمضي دون أن نستخلص منها العبر؟