الموريتانية وبيرام من القطيعة الى المصالحة- محمد ولد سيدي

خميس, 09/10/2020 - 23:45

تعيش إيرا- والفضل يعود لزعيمها- بيرام الداه اعبيدي فترتها الذهبية، فالذين يتخذون من إنسحاب بعض مناصروها، لم ينظروا بالعين الأخرى الى رفع الحصار عن مقابلات، ومؤتمرات بيرام الداه اعبيدي، في وسائل الإعلام العمومية، وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على ثقل الزعيم بيرام الداه اعبيدي، وقوة الحركة على التأثير في المعادلة السياسية، فاللقاءات المتتالية للزعيم الروحي للحركة مع رؤساء البلد سرا وعلانية تكفي من عدم جدوائية حرب حملات التشويه ضد شخص بيرام نفسه، قبل أن تكون ضد الحركة الإنعتاقية.
المسألة الثانية التي لا يدركها مناوؤوا بيرام، أنه السياسي، الوحيد، والحقوقي الوحيد الذي يملك شعبية، تسونامية في الداخل، ومن كل الطيف الإجتماعي، كما له شعبية تصاعدية في الخارج، ليس بالمال وحده، يلهث الفقراء المطحونين تحت عبدة الدنانير والدراهم، بل بالفكر، والنضال، وزرع القيم النبيلة، وإيصال الخطاب الى أكبر عدد من الناس في لمح البصر.
إن من إنتزع الفوز وراء القضبان، وحقق أكبر عدد من اصوات المهمشين، الحفاة، العراة، متقدما على أباطرة المال والجاه، وذوو الأحساب، والأنساب ليحسب له أكثر من حساب،ولما إشتعل نواكشوط بعيد الإنتخابات الرئاسية، وبلغت القلوب الحناجر، نودي أن يابيرام، أخمد غبار جحافل جياعك الغاضبون ،وإنا إن شاء الله، وأنتم لشركاء في الأمن، والسلام،وأشياء أخرى...
بعيد الإنتخابات، أحيلكم لمقالين ،مقال لمحامي الرئيس الرئيس المحاصر، الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، تحت عنوان " لنهرع جميعا الى ساحة الجمهورية " مضمونه أن الوحدة الوطنية أصبحت مهددة بسبب تصاعد الخطاب الشعبوي على ضوء النتيجة التي تحصل عليها مانديلا موريتانيا وفق آراء أصحابه، ، والسياسي البارز زعيم تكتل العيش المشترك، الدكتور كان حاميدو بابا، المقال الثاني، رد صاحبه على محامي ولد عبد العزيز تحت عنوان : هرعنا جميعا الى ساحة الجمهورية، ولكن...بين صاحب المقال للمحامي، أن من زكى بيرام، ورشحه، هو حزب UPR و الأغلبية، بإيحاء من ولد عبد العزيز، أو بداية الإصلاح الداخلي في الأغلبية، كما هو واقع اليوم...
خلاصة القول، أن السياسة فن، وألاعيب، ونحن العامة، كالقطيع، توجهنا رياح حلبة السياسة أنى شاءت، وكيفما أرادت، ف يحصلون على " البن والرغوة " ، ونجني، نحن، المطين، فيبقى العامة في العذابات، والآلام، و يجني الفرسان جوائز الأوسكار!
أتركوا بيرام، قاطعته الموريتانية، بالأمس، وشوهته، واليوم، هاهي الموريتانية، وباقتها، تكفر عن ذنبها تجاه بيرام الداه اعبيدي، كما كفرته، بالأمس، تجاه الداعية الإسلامي المحبوب، محمدن ولد سيدي،د يحي، وفنانة الشباب والأمة نجمة الشاشة، السيدة المعلومة بنت الميداح .
لست، إيراويا، وآخذ على بيرام، ما آخذ على الفرسان الآخرين، من ساسة، وقادة، ونشطاء، وحقوقيون، أشيد بما يشيد به نخبة الأمة، وأنتقد ما يلزم الإنتقاد، وفق قراءة عميقة للأحدات.
ابنو ~ موريتان، وكافحوا الفساد، وأتركوا التطاحن، والغبن، فإنما أهلك الذين من حواليكم، كثرة إختلافاتهم، والميل عن الحق، وحب السلطة، و هضم الحقوق...
لقد أبانت نتائج الإنتخابات الرئاسية والتشريعية الماضية، زيف السياسات التي انتهجتها الأنظمة المتعاقبة، وفشلها، فالتباعد الإجتماعي أوضح من رائعة النهار، والثلة القليلة، ومن كل الأطياف هي المستفيدة، لذا وجد بيرام الداه اعبيدي، في الثورة الرقمية ضالته، فوصل خطابه، راعي الإبل، وسائق التاكسي، والحمال، وبائعة الكسكس، وحتى الصانع التقليدي، والإمام، والسياسي، والعالم، والجاهل...
لا يستطيع أي نائب اليوم، أن يحلف على إعادة، إنتخابه غير بيرام الداه اعبيدي، فقد فاز في السجن، وخارج السجن،وعليه بما أن المرحلة، مرحلة تصالحية، على النخبة السياسية، المعارضة لولد الغزواني، و بيرام الداه اعبيدي، وللرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز ، أن تتناسى خلافاتها، وتعتبر التنافر جزءا من التاريخ، حتى ولو اقتضى الأمر، حلا وسطا مع آل عزيز، وصحبه، وإعادة بعض الأموال، وبعد ذلك تضرب بيد من حديد على كل مختلس لا يريد للتعهدات أن تنجح!!

الفساد ...آفيون الشعوب..والصلح الخير...

القسم: