رسالة الى رئيس الجمهورية، عرفنا معنى العهد، ومعنى الإستقلال، ومعنى الإختلاف،، فلم يبق إلا التنفيذ

جمعة, 12/06/2019 - 10:45

في الشهر الخامس ، لا زيادة في الرواتب كما عهدنا في عيد الإستقلال ، ولا تخفيض للأسعار ، ولا مراجعة للأتفاقيات المثيرة للجدل، وزير واحد" جديد " متفق على جهوده،،، أي إنجازات هذه تتحدثون عنها، الى متى، و نحن، ننتظر الوعود، والوعود، والزمن يجري؟
السياسة " النتيجة " ، ليه الحنان على حقبة، على فريق، على مجموعة، لم تنهض بإقتصادنا، فرقت بين ساستنا، عبثت بمتلكاتنا، خفضت عملتنا، أنهكتنا بالديون، سلمت مواردنا للأجانب مقابل مردود زهيد، لا يسمن ولا يغني من جوع،دمرت تعليمنا، خربت صحتنا، شوهت زراعتنا ،،
الحنان يجب أن يكون على النسبة التي أوصلتكم الى سدة الحكم، الحنان يجب أن يكون على النسبة التي لم توصلكم الى سدة الحكم، فكلا الفريقين، أحق بأن يحن عليه، إنتخب من أجل النتيجة، وعارض من أجل النتيجة ، واجتمعا من أجل النتيجة ...
أما قضية الإنفتاح على المعارضة، فتلك مسألة، فرضتها الظروف ، فعوض " الإنفتاح " العجز، أو " تباطؤ تنفيذ ، برنامج " تعهداتي " الذي لم ير النور بعد بشكل " عملي " ، كلما ابتعدت المسافة عن نتائج الإنتخابات الرئاسية، كلما تناسيتم الأبعاد الإجتماعية و الإقتصادية اللذان عكستهما الإنتخابات الرئاسية الأخيرة.
لا بد من الإسراع في تنفيذ ما تعهد به ، ولا بد من قطيعة أبستمولوجية مع فرسان العشرية، ونجمات العشرية، وشيوخ العشرية، والثلاثينية، والستينية ...
التجديد لا بد منه، لأي حاكم، أو نظام، فالوجوه القديمة غيمة على البصر، والبصيرة، جربت على مرور السنين، ولم تحقق من الإنجازات إلا الإرتباط بأوروبا و آسيا و دول الجوار، الديون، والمنح، والإستهلاك،...
الأراضي الزراعية لم تستغل كما يجب،،،
عائدات المعادن، لم تر بالعين المجردة؛؛؛
مداخيل الصيد البحري من العملات الأجنبية ، محيرة ...
العمال ، في حالة يرثى لها،،
التعليم، أنهوا السنة الفارطة بإضراب، و خلدوا الإستقلال،هذه السنة بإضراب، واحتجاجات ،،،
إن الواقع، ينم عن حالة من اليأس، يوازيه،" أمل " بدا، يتناقص شيئا، فشيئا، كلما رست سفينة الزمن، في مرفأ جديد ، والعد التنازلي لسنة 2020 قد حل مع مطلع شهر دجنبر ،،،
الشعب بحد ذاته مسالم، لا يريد إلا الإصلاح ، يكره الإختلاف، كما يكره الإختلاس، جسم واحد، لا بغض، ولا كراهية بين أبنائه حتى ولو اختلفت ألوانهم، و أحسابهم، فهم أقوى من أن تفرق بينهم الآراء طالما أنهم متحدون على ديانة واحدة، واله واحد، ونبي واحد ،،،
الحقيقة، أن من منحوكم أصواتهم أصيبوا، بالإحباط " ، ومن عارضوكم، أصيبوا " بالإحباط " ، فأصبح الكل، مصاب " بالإحباط " معارض، أو " موالي، رغم أن الكل في حالة مصالحة مع الذات، وتلك، ميزة " محمودة، تذكر لكم، فتشكروا عليها، ولكن، يجب أن " تطعمواها " بما ينفع الناس، في الأمصار و الأرياف ،،
الأثرياء المتنفذون، ينقسمون بين مؤيد ومعارض، لكم في حزب الأتحاد، طمعا في زيادة ثرواتهم، ونفوذهم، والرعية، تنتظر ماذا أنتم فاعلون،،،
الأنظمة المتعاقبة، انتصرت للأقوياء فقط،المناصب القيادية، التعيينات، التوزيع الغير عادل للثروة ، حتى الإعلام الرسمي محتكر، والقضاء مأذون،،
المشرعون، حالهم، ك حال الطبقة المتنفذة، في واد، والشعب في واد آخر،، يتكيفون مع حركة كرسي الرئاسة، فلا يغرنكم " تمجيدهم " ، فقد مجدوا العشرية المنصرمة، التي مازلنا في نكبات آثارها الحرشاء، ولعلكم شاهدتم خبرتهم في الهرولة، والتكيف مع من لم يكن في الحسبان أنه سيكون رئيس الدولة،،
أخيرا، وليس أخيرا، سئمنا الوعود، انتظرنا التنفيذ، عشقنا مسايرة الأفعال مع الأقوال،،
عرفنا " معنى العهد " عندكم، وعرفنا " معنى الإستقلال " عندكم، وعرفنا " معنى الإختلاف " عندكم، فلم يبق إلا التنفيذ، والتنفيذ فقط، فهل سنظل في انتظار،كما كنا من قبل ، في الثمانينات والتسعينات، وفي العشرية، أم أن الإنتظار لن يكون له حدا ؟
محمد ولد سيدي كاتب صحفي و المدير الناشر لموقع اركيز انفو